# المُدرّب العظيم.
في الصباح التّالي إستفاق يوري من غيبوبته... فتح عينيه ينظُر لسقف غرفته المُزيّن... ثم نهضَ بسرعة ليُطلق تآوهات مُتألّمة... وهذا يرجِع لجسمه المتأذّي من كلّ جنب وصوب... أمسك برأسه قائلا: " آه... تبا.... مالذي فعلتهُ البارحة لأحظى بهذا الصُداع المؤلم؟!. "
فجأة تأتيه نوبة إستفراغ فيهرع لدورة المياة.... وهذا كما قُلت من قبل... لأنه ولأول مرّة بحياته شرِب الخمر... هكذا يحصُل معه ، بعد أن إغتسل وملئ وجهه بالماء علّه يستيقظ من حِلم البارحة نظَر بالمرآة وضرَب رأسه قائلا بغضبٍ من نفسه: " أيها الأحمق! يوري أيها الغبيّ اللعين!!! لِما بحقّ الجحيم تشرب الكحول؟ أين كنت البارحة أصلا؟. "
ثم عادَ وضرب رأسه قائلا وهو يكزّ على أسنانه: " تبا تبا!! لا أتذكّر شيء... "
ترَك تلك الليلة جانبا وذهب ليقوم بروتينه اليوميّ... بعد أن إنتهى أخذ أشياءه وحقيبته الرياضيّة ليذهب لمركزه الخاصّ كيّ يتمرّن ، أثناء مروره سمِع صوتا صادرا من غرفة المعيشة: " أجل لا تقلق حيال ذلك... أجل سأُقنعه بالعودة... سأفعل... أجل يا هذا سأفعل لِما أنت سريع الكلام هكذا؟ إهدأ... "
عصّب يوري كثيرا... إذ أن من كان يتحدّث هو هيور رفيق دربه وحياته... أنزل الحقيبة من على كتفه ثم داهمه ليُسدد له أقوى لكمة لديه... فينزف أنف هيور وينظر له بصدمة ، فيستمع ليوري وهو يقول كازّا على أسنانه ومجروحا بسبب الغدر: " مع من كنت تتحدث؟ مع اللعين أحمد أليس كذلك؟ مع زوج أمي؟ اللعنة عليك... تبا لك ولليوم الذي تعرّفت فيه عليك.. لقد بعتني يا هذا؟! هل تستوعب ذلك؟!! هل يستوعب عقلك الصغير ذلك؟!!!!! هل تدري؟ كنتُ على وشك مسامحتُك وبدء صفحة جديدة معك... ولكنّك كلبٌ لعين... تُريد مصاحبتي لأهداف ماديّة!! سأريك أيها اللعين. "
ثم جذبهُ من ياقته وسحبهُ معه حتّى وقفوا عند المخرج ليقول هيور بغضب وهو يفكّ يديّ يوري عنه تحت تعجّب بطلنا: " أبعد يديك عنّي!! مالذي تظُن أنك فاعلهُ؟ يوري!!! هل حقا تُصدّق أنني غدرتُ بك؟ أيها الأحمق نحن رفقاء منذ سنوات! هل سأتخلّى عنك الآن بسبب أمور دُنيوية؟ هل أنت في كامل قواك العقليّة؟ أم حتّى الآن تحت تأثير المشروب؟!. "
صرخ به يوري قائلا: " تبا لك! لقد سمِعت كلامك كلّه على الهاتف! لا تتظاهر بالصداقة الآن!. "
تنهّد هيور من صميم قلبه... يعرِف عِناد رفيقه ولن يتوقّف حتّى يجد دليلا ملموسا يوضّح كلّ شيء... فجأة سَمِعه يقول: " إن كنت حقا صادقا مثلما تدّعي! أخبرني ماذا تُحيك يا سيّد فرانكشاير. "