《#خيَانة》توالت السّاعات حتّى حلول اليوم التّالي.... الذي أتى وأخفى ورائه يومٌ ماضٍ عسير.... فقد أشرقت شمسٌ جديدة ودُبّت الحركة في الأرجاء... نهضت جميلتنا وبادرت بعملها كالمُعتاد.... فلن تكون أسيرةً لحُثالة مثل فادي وتنسى عملها الذي هو حياتها بأكملها....
وصلت للمُستشفى الذي تعمل به ، وسمعت هسهساتٍ وهمساتٍ من العاملين هناك.... لم يكفّ أحدُهم عن التحدّث بها.... فقد كانت هنالك بضع مُحادثاتٍ قد تطرّقت لمسامع زينب ، من أبرزها....
- لقد تطلّقت للمرّة الثانية! ليس طبيعيّا إطلاقا....
- مؤسف لقد كان زوجها يُحبّها كثيرا.... أتساءل مالذي يكون قد حدثَ يا تُرى؟
- ماذا ينتظر الرّجل من امرأة مُطلّقة؟ (بسُخرية خرجت كلماتها)
- أساسا كيف سمحت له والدته بأن يرتبط بمُطلّقةٍ حمقاء لم تُحسن لزوجها السّابق كيّ تُحسن لزوجها الحاليّ!!!
تحمّلت وتحمّلت وتحمّلت.... الى أن وصلت لآخر لسان تفوّه بالسّوء عنها ، لم تتحمّل ولم تخرس كذلك... لتلتفت لها وتواجهها قائلة بكلّ حدّة: " هذه المُطلّقة أشرف منكِ يا ذات الفمّ الثرثار! من رأيي أن تلتفتين لحياتكِ بدلا من طعني بشرفي وعرضي ، وسحقي بالنميمة والغيبة!!.... "
بعدها حلّ صمتٌ رهيب في ذلك الرواق ، لتواصل زينب بعِتابها لهذه النوعيّة من النّاس المُنتشرة بكثرة هذا الزمان: " سُبحان الله.... الجبال تتغيّر والبشر لا يُمكن أن تتغيّر.... حقّا يا للعار عليكنّ! لقد كنت في حيرةٍ من أمري في تكذيب او تصديق مقولة المرأة للمرأة لكن يبدو لي عكسَ ذلك.... فالمرأة لنفسها فقط.... غير نفسها لا يوجد. "