《# المُسَامَحة》مرّ الزمن والوقت.... أيّاما لم يُحسب مقدارها وبطلنا غائبٌ عن الوعي في غيبوبة طالت عليه وعلى أحبّته.... من كان بجانبه طوال هذه الأيام هي زينب وكارين والدته.... كانن يتناوبن عليه.... وبما أن جميلتنا قد قدّمت إجازتها ، صارت تقبع عنده في المُستشفى لكن مع مُراعاتها لصحّتها وصحّة جنينها.... ففي اليوم الأخير من فترة الغيبوبة.... إستفاق يوري حينما ضغط بيده يد والدته.... التي كانت بجانبه تنتظر بشوق أن يصحى إبنها.... حينما فعل فرحت كثيرا!!! وذهبت فورا لتُخبر الطبيب حيث دخل عليهم وأخذ يُقيّم وضعه الصحيّ....
الطبيب ليوري: " مرحبا سيّد أوغلو كيف حالك اليوم؟. "
اومأ رأسيّا دون اللفظ.... ليبتسم الطبيب ويواصل: " لقد كنت في غيبوبة مدّتها شهر.... كيف تشعُر؟. "
أجاب بنبرة كستها البحّة: " بخير..... "
أشار الطبيب بإصبعه نحو كارين: " هل تعرف من هذه؟. "
أدار رأسهُ إليها ببطء شديد ثم نظرَ إليها بعيونا تعبة وذابلة مطوّلا.... بهدوء وبصمت لدرجة أنها شعرت بالخطر!!! لأنهُ لم يتحدّث حتّى الآن!!! ذلك مؤشّر أنه قد يكون فاقدا لذاكرته او جزءا منها.... لكنّهم تفاجئوا حينما قال بنبرة خفيفة مبحوحة بطيئة في الكلام نظرا لألمه الجسديّ: " أمّي.... "
إرتاحت كارين كثيرا ثم أمسكت بيده قائلة: " إبني!!! حبيبي! حمدا لله على سلامتك!. "
بعدها قال الطبيب: " ما شاء الله ، إنك تتحسّن مرورا بالزّمن يا سيّد يوري.... وهذا شيئٌ جيّد بالنسبة لحالتك.... "
ردّ عليه بهدوء عميق ومُتألّم في صوته: " شكرا لك حظرة الطبيب.... "
أجابه: " لم أفعل سوى ما يُمليه عليّ واجبي يا بُني.... لكن هنالك بعض التعاليم التي يجب أن تتبعها في ظلّ هذه الفترة التي أنتَ مُصابا بها.... تمارينا خاصّة تُمارسها.... نظام غذائي خاصّ ، سأعطيها لوالدتك كيّ تحرص على تنفيذها كاملة.... "