سليم دافعا يوري من صدره بأقوى ما لديه من قوّة مكمونة في ذراعيه... مُعاتبا إيّاه على شيء لم يتوقّع ذلك العجوز الطيّب يوما أن يخفق به من إئتمنه على أغلى ما يملك: " لست كفؤ يا هذا!!! ليتني لم أكُن السبيل في ربط حياتها بحياتك!!! لقد تعذّبت في الماضي! تألّمت!!! أنت كنت شاهدا على ذلك بأم عينيك!!! لقد وعدتها أن لا تردّ لها طلبا وأن لا تُحزنها وتنزل دمعة واحدة من عينيها! (بصراخ خرجت حروفه) إنها إبنتي الوحيدة! هي ولا غيرها يوجد! كرّست حياتي كلّها في حمايتها والدفاع عنها وعدم إحزانها! تأتي أنت... الذي تيقّنت تماما أنها لن تبكي معه وحتّى إن بكت فتبكي في حُضنه!! تأتي ببساطة وتخذلها... ربّما لم أستطع حمايتها قبل ست سنوات... حينما إتهموها وقذفوا بها وأحزنوها... ولكن الآن أستطيع حمايتها منك ومن أمثالك!!! أقسم لك يوري أوغلو! أنني أمسك نفسي بالغصب من أن أخنقك بيديّ هاتين!! أخرج!! أخرج من منزلي ولا تعُد ثانيةً! أقسم بالله الحيّ الذي لا يموت! إن رأيتك أمامي بعد هذه المرّة لسوف أقتلك! لن أبه إن ذهبت للسجن أم القبر!!! إرحل أخرج!!!!!!!. "
في نقاشا حادّ بين بطلتنا الجميلة زينب وأخيها الصغير الذي غضب كثيرا لدرجة الصُراخ: لماذا يفعل ذلك؟! أنا كرهته!!! لقد كرهته كثيرا!!! لماذا؟؟ لقد كنت أكبر مُعجب له! كنت أحبّه! أطمح لأن أكون مثله وأصِل لِما وصل له هو! لكن الآن أبغضه! رؤيتي له تُغضبني أكثر يا أختي!!. "
صديقتين مُجانبات لبعضهن... أحدهن تبكي وتتألّم... والأخرى مهمّتها كانت التخفيف عن من كانت عيناها تُمطر دموعا... زينب التي ضغطت بكلتا يديها الناعمة على رأسها من كلتا الجهتين قائلة ودموعها تتخذ مجراها نحو وجنتيها الحمراء المُلتهبة: " ماذا فعلت بالرجل!!!!.... ماذا فعلت به.... لقد إتهموه!!! روسلين أنا ماذا فعلت بيوري حبيبي؟! لقد شوّهت سمعته بين أصدقائه.... و.... ووالدته... عائلته بأكملها! إنني أعرف ذلك الشعور... شعور أن تكوني مظلومة... أن تُنبذي من قِبل الجميع... لقد تألّم بسببي روسلين!!! أنا لا أؤذي نملة فكيف لي أن أؤذي شخص؟ وهذا الشخص زوجي وأحبّه!! إن حاولتُ إجراء عمليّة لمريض وقُمت بفتح صدره بآلات حادّة أتألّم وأبكي! فما بالك بأن أجرح وأكسِر بخاطر رجُل أعشقه عوضني عن حنان الوالدين والإخوة؟! كيف فرّطت به؟! كيف سمحت لهم بأن يتّهموه بأبشع ما يرتكب المرء؟! لقد هدّده أبي!! لقد هدّده بالقتل هل لك أن تتخيّلي؟ حتّى أخي كرهه! أخي الذي تطلّع له دوما الآن يكره سماع إسمه يا روسلين... لماذا فعلت هكذا لماذا.... آه يا ربّي لقد تعبت... تعبت واُنهِكت... ساعدني يا إلاهي وأدلّني على مخرج من هذا الألم والتعب!!. "
على فخذيّ والدته... في وسط أمانه... رأس بطلنا كان في حُضن والدته... والدموع بلّلت لحيته وجعلت عيناه حمراء وذابلة... شفّتاه الحمراويتين ترتجف وشهقاته تخرج بشكلٍ مُحزن ومُقطّع للقلب!... فلا يوجد أم تحتمل رؤية إبنها بهذا المنظر... مكسورا ومخذولا... مقهورا ومظلوما... تمسح بيدها شعره الأشقر الذهبيّ... الذي شارفت الخصل البيضاء بزوغه... يبكي كالأطفال في حُضنها قائلا: " أمي... إشتقت لها.... لقد إشتقت لزينب.... أمي أنا بحياتي كلّها لم أحب امرأة لهذه الدرجة... لقد أحببتها بقلبي وجوارحي! أعني هي من أضائت عُتمتي يا أمي... هي التي أحيت الإنسان الذي بداخلي.... هي التي أزالت ألمي وكأني ولدت من جديد!... هي التي أرتني الحياة الجميلة التي يتحدّثون عنها!... أمي من بعد رحيلها وأنا أشعر بأن ذراعي اليُمنى بُترت! أشعر أن خلايا عقلي ماتت!!! قلبي ينبض بألم لفُراقها! لم أعتقد أن حالتي ستسوء هكذا يوما بسبب امرأة!... لم أعتقد أن الأكل لا يدخُل فمّي والشراب لا يصل لمعدتي والتفكير لا يُبارح عقلي! إهمالي لكلّ شيء أعطيته أهميّة يوما... لقد إختارها قلبي وأحبها هي وحدها وكأن هذا العالم فرغ من النساء!! أنا كيف سأواجه الناس بعدما فعلته بي يا أمي؟! كيف سأنظر بوجه زملائي وعائلتي... كيف سأستطيع تحمّل كلّ هذا الألم والظلم يا والدتي؟ ما قامت بفعله تجاهي أسقَط حصوني وقلاعي!... ما فعلته بي جعل قلبي ينزف نزيفا شديدا وربّما سيموت قريبا! أنا أتألّم يا أمي! إنني أتألّم بشدّة... ودواء ألمي هذا هي... لكن بعدما فعلته بي.... "
مع كلّ كلمة يقولها كان يشهق كالطفل ويبكي أكثر... ممّا جعل عينا والدته كارين تذرف دموعا ساخنة أحرقت وجنتيها... رقّ قلبها على حاله وبكت معه! ما حلّ بهذا الشابّ المسكين مُريع للغاية!!...
رأيكم بهذي الفكرة الجديدة وتوقعاتكم للقصة🔥