◇ PART 9 SEASON 2 ◇

60 3 7
                                    








# إتّهاماتٌ بَشِعة







الألم واضحٌ بعينيها.... بقلبها مدفونا يجرح شرايينها ويستمرّ.... أهانت حبّها بنفسها ، آلمت قلب من تُحب.. هي تعي جيّدا من بعد هذه اللحظة ستكون مكروهة من قِبل الجميع ، سترجِع للنبذ الذي عانت منه حينما تطلّقت من فادي.... تُدرك جيّدا أنهم سيتحدّثون بها من جديد ، بشرفها ، بحياتها ، بها هي ذاتيّا... سيعود لها ألم ما قبل ست سنوات مُجددا ، ويُعيد إحياء هذا الألم الجديد.... وجرحه أكثر فأكثر.... وهذه نيّة ذلك الفاسد ، أن يجعل الجميع يكرهها فقط لكيّ يقهرها ويجعلها عاجزة بشكلٍ مؤلم! فهي دائما تُكافح من أجل ما تُريد والعجز بالنسبة لها مؤقت ويُمكنها التغلّب عليه ، من ضمن ما تُريد وترغب هو حلمها الذي حاربت الجميع لأجله ، من بينهم فادي الذي كانَ يُحبّها.... الأذى النفسيّ أقوى بكثير جدّا من الأذى الجسدي ، أقلّها الجسد حينما ينجرح يلتئم جُرحه ويختفي مع مرور الزّمن ، لكن جُرح الروح والنّفس... لا يتلاشى مُطلقا ، الزّمن بنفسه غير قادرا على مُعالجته وإخفائه من الوجود....

ها هي حزمت أمتعتها وإرتدت رداء خروجها ، أخذت تسحب حقيبتها بيدّ ، واليدّ الأخرى تتعلّق بها حقيبة ذراعها... تسير بهدوء وتبكي بصمت.... دموعها مثل الشلّال ، تنهمر بكثرة على وجنتيها.... خطواتها ضئيلة... تطّلع على البيت من جميع أرجائه وزواياه ، كلّ زاوية به تُذكّرها بشيء جميل حظيت به رفقة حبيب قلبها وروحها.... الذي بين يديها الآن ورقة طلاقها منه رسميّا... سارت سارت حتّى وصلت الى الردهة الرئيسيّة ، وجدت كارين جالسة بهدوء وبرود شديد... حينما أدركتها نظرَت إليها وقالت بنبرة غاضبة بحقّ: " هل أنتِ سعيدة الآن؟ هل إرتحتِ عِندما كسرتِ قلب إبني وخاطره؟. "

وقفت وأحنت رأسها أرضا ، لن تُعاكسها ولن تُدافع عن نفسها حتّى ، فهي واجهت حبيبها وفتحت معه موضوع الطّلاق بطريقة ليست جيّدة أبدا وخلّفت ورائها جُرحا عميقا نازفا لا تستطيع الحدّ منه.... ولكن أيضا الوقت ليس في صالحها ، فهي دوهمت وتمّ إقتحام حياتها الهادئة من قِبل شخص لا يفقه قولا.... أما عن كارين فإرتفعت من مقعدها مُقتربةً منها... ثم تواصل حديثها الذي بقي في مُنتصفه: " مالذي فعله سوى أنهُ أحببكِ وتزوّجكِ؟ أنا طوال حياتي لم أرى يوري مكسورا لهذه الدرجة... حزينا حُزنا لم أرى مثلهُ في عُمري كلّه.... لماذا فعلتِ ذلك يا زينب؟ لقد أحببناكِ! إعتبرتكِ إبنة لستِ فقط كنّة!... وهو إعتبركِ أكثر من كونكِ زوجةً له.... أظهَر لكِ حُبّه بكلّ الطُرق التي يُمكنه إظهارها... أهكذا تُكافئينه؟ بالطّلاق؟.... لا يُمكن أن يكون قلبكِ حجر وقاسٍ لهذه الدرجة!.... "

المُقاتل - Fighterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن