# لا مَثيلَ لَها..
في الصباح الموالي... إستيقظت جميلتنا وهي تتململ... ما إن عادت لوعيها تقريبا حتّى وعت على ما حدث البارحة معها... فإنصدمت وظنّت أنه حُلم ولكنّه حقيقة... وحقيقة جميلة ولكن لم تدركها بعد ، مجيئه البارحة ليلا وبوحه بحبّه لها وضغطه عليها وتفكيرها بمن قام بإخباره كلّ شيء عنها... كل ذلك إتضح أنه لم يكُن حلما بل حقيقة... فجأة قُطعت لحظاتها حينما دخل أخيها الصغير قائلا: " أختي! توجد امرأة قد أتت تريدك! تقول أنها تريد فتاة تُدعى زينب... "
إستغربت قليلا فسألته: " أين أبي؟. "
أجابها: " لقد ذهب للعمل... هيا إذهبي لها أختي أنظري ماذا تريد. "
أجابته: " حسنا يا صغيري سأتكفّل بكلّ شيء من هنا يمكنك الذهاب. "
هذا ما حدث بالفعل... عاد أخيها مجددا وهمّت هي بالوقوف بصعوبة... ثم إرتدت ملابسا جديدة ونظيفة وسرّحت شعرها الكثيف والطويل... أرادت الإستحمام ولكنّها لا تستطيع بمفردها... فدوما كانت روسلين معها تساعدها ، وهي ليست مجرّد صديقة بل أخت... نزلت بعدها لتلك الامرأة بحسب قول أخيها ولكنّها إنصدمت حينما رأت كارين تقف أمامها ووجهها متورّم وعينيها محمرّة وكأنها كانت تبكي لسنوات وليس لأيام... تقدّمت إليها كارين وهي تدمع ثم فجأة تقوم بإحتضان زينب وسط صدمتها ، فتسمعها تقول ببكاء: " لقد إشتقت له يا إبنتي!!! إشتقت لإبني! يدخُل عندي ويخرج ولا ينظر لعيني بل لا يعطني إعتبارا او يلاحظ وجودي!! إشتقت لمداعبة شعره الأشقر الجميل... إشتقت لإحتضانه مجددا... أيعقل أنه سيهجرني؟ لا أستطيع أن أعيش بدونه صدقيني لقد ساءت حالتي بسبب بُعده عنّي... تحدّثي معه يا زينب... تحدّثي معه علّه يقتنع من لسانك! أرجوك... كلما وددت الحديث معه يُسمعني كلاما جارحا يقطّع قلبي. "
أبعدتها زينب بصعوبة ثم قالت بحزم: " لا تزعلي منّي خالتي كارين ولكنّك أنت من جنيت على نفسك ، كان بإمكانك التعامل مع الأمر بطريقة أخرى... ولكنّك خيّرت الطريقة المؤلمة لقلب إبنك... لا تلوميه لو تركك بهذا الحال فأنت بنظره تستحقين كل ما يحصل معك... وكلّه أيضا بسببك وهذه نتائج ما جنته يداك. "
قاطعتها ببكاءها: " أجل بالتأكيد إنني أعلم! ولكن أنت يا إبنتي لك أثرا كبيرا عليه ، يعني رأيت ذلك بنفسي! يمكنك إقناعه! لا أريد منك إقناعه تماما فقط حاولي... أرجوك أعيدي إبني لي مجددا... "
توقّفت قليلا تلك الجميلة مفكرة بكلام هذه الامرأة التي أمامها... نظريّا مضى الأمر ومرّ عليه سنوات... يجب أن يعود لوالدته قبل فوات الأوان... كما أنه يقلّل من صحتها هكذا لا يزيدها... هي لو كانت مكانه لسامحتها منذ زمن... ماذا سيحدث يعني؟ هل بتهميشه لها هكذا سيعود عشر سنوات للوراء؟ او تعود أخته مثلا؟ كلّا... الأمور لا تسري هكذا أبدا... نظرت بوجه كارين التي لا زالت تبكي وقالت: " حسنا.... حسنا سأحاول التحدّث معه لا تبكي. "