《# إشتِدادُ الكُربَة》بعد مرور وقتا ليس طويلا بالنسبة للسّاعة ، لكن بالنسبة لأشخاص فهو عُمرٌ كامل.... في قسم الشُرطة وبعدما أخذوا أقوال بطلنا.... ألقوه في النظارة هناك ينتظر حُكمه.... وبينما كان جالسا على كراسي السّجن الطويلة المُلتصقة بالحائط.... شديدة البرودة ومُتصدّية المظهر والملمس لمرور الزّمن وتأثيره عليها.... يأتي له أحد الحُراس ويقول: " لديك زائر!. "
وقف يوري بإعتدال على قدميه ودخل إليه الحارس الشُرطيّ وكبّل يديه بأصفادٍ حديديّة ، ليأخذه نحو هذا الزائر الذي يُريد رؤيته.... إتّضح بالنهاية أنهُ هيور!.... حينما رآه أشقرنا إرتاح داخليّا.... وحينما إقترب وجلس أمامه يفتتح هيور حواره وأقواله: " كيف حالك يا أخي؟!. "
أجابه بتنهيدة عميقة: " كيف سأكون هيور؟ مسجونا ظُلم للمرّة الثانية!!.... "
ردّ عليه: " أدرك ذلك يا صاحب دربي... أخبرني مالذي حدث؟ مالذي أودى بك الى هذه الحُفرة اللعينة؟! ولماذا زوجة أخي في منزلها؟. "
أجابه بنبرة مترنّحة وباهتة: " لم تعُد زوجة أخيك بعد الآن.... لقد طلّقتها هيور! هذا ما هو مُناسبٌ لكلينا.... "
إنصدم بقول: " ماذا!! ما.... كيف؟ لِما أنا آخر من يعلم؟. "
أجابه: " ربّما لأن الأمر حدث بسُرعة؟ كلّ شيء حدث بسُرعة!!! حتّى إنشلّ تفكيري! وأشغلتهُ بالمُسكر!. "
ردّ هيور ونبرته صارمة: " يوري! لا تتصدّق عليّ بالكلام!!... وأخبرني ماذا حصل في غيابي؟. "
أخبره بكلّ شيء.... منذ أن ذهبت زينب لكيّ تجعل من الحلم حقيقة حتّى هذه اللحظة.... وطبعا هيور وصفي لحاله بمصدوم؟ ليس كافيا.... كان مفزوع! مُندهشا لسُرعة توالي الأحداث! لسُرعة الكسر والإنفصال والأوضاع السيئة التي لا تترُكهم إطلاقا!!... وبعد إستقباله لكافّة تلك الصدمات أردف: " يا للهول.... الوضع سيّئٌ جدّا يا أخي!!. "