# ماضيها
نذهبُ الى مكانٍ جديد في القصة... إلى قصر عائلة تُدعى كولاكسيز... حيثُ كانَ يونس جالسا بغرفة الضيوف الضخمة المُزخرفة من كُل زاوية... يحتسي قهوته بينما أب هذه العائلة كمال كولاكسيز جالِسا أمامه... بعد أن تجرّعوا القليل من قهوتهم بادرَ رئيس العائلة بقوله: " ماذا حدَث يا يونس؟ هل أحظرتَ لي أخبارا جيّدة بشأن ما إتفقنا عليه؟ إبني هناك يتلهّف ليسمعَ خبرا إنتظرهُ منذ مدّة. "
يتوتّر يونس وينظُر لمحمّد... لذلك المُبتسم الذي ينتظر خبر الموافقة... دخَل يونس في صُلب الموضوع وقال: " أعتذر منك سيّد كمال!! ولكن والد الفتاة رفض... "
إعتلت الصدمة وجوههم فأنتفض الخاطب وقال بصوتٍ عالٍ: " ماذا!!؟ مالذي بحقّ الجحيم تقولهُ؟ كيف يرفض؟ لماذا إذا!!. "
تدخّل والدهُ وأصمته: " توقّف محمّد!! لنسمع من يونس مالذي حصل بالضّبط. "
ثمّ أشار كمال بعينيه نحو ذلك المتوتّر من الموقف وكأنهُ يقول له هيّا تحدّث أرِنا ما عِندك... فقال يونس بهدوء: " إتصلت به... أخبرته أن يقول للفتاة... ذهبتُ عندهم البارحة وقُلت له هناك وذكّرتهُ إن كانَ ناسيا... إتصل عليّ فجر اليوم وقال أن الفتاة رفضت رفضا قطعيّا... ولكنّهُ بالتأكيد قد لعِب برأسها لذلك هيَ رفضت!! أعرف أخي إنّهُ آلة مشاكل ويُحب دوما أن يقطع العلاقة بيني وبين زينب!. "
آه لو يعلَم سليم بما يقوله شقيقه من وراء ظهره لتكتّلت الدموع بعينيه حتّى إنفجرت كالبركان!! كيف أمكنهُ قول ذلك وسليم ساعدهُ ليصل لِما هوَ عليه اليوم؟! يعرِف تماما أنّ رجلا كسليم يتميّز بطهارة في القلب وسلامة في العقل... بمجرّد أنّهُ يُحب إبنته ولا يضغط عليها بأيّ شيء كُرهَ من طرف مُجتمعه!! ومن طرف شقيقه!! ومن طرف الجميع!! فقط لأنّهُ لا يهتمّ للقال والقيل باتَ مكروها من الكُلّ!!! في مُجتمعه المُعقّد فكريا... من لا يفرِض سيطرتهُ على إبنته لا يُدعى رجُلا إطلاقا!!! ولهذا السبب الكُره والبُغض ألغاما زُرعت في وسط حقل سليم... ولكنّهُ رغم ذلك متمسّك بما يأمرهُ عقله... وواجباته تجاه إبنه وإبنته وكيف يُسعدهم ويعطي كلّ واحدا حقه...
تدخّل كمال قائلا بهدوء وعقلانيّة: " حسنا... فهمنا ما أردنا فهمه.. لا يمكنني إقناعها هيَ او والدها فكِلاهما يرفض ، أرى أنّهُ لا نصيب لنا في إبنة سليم أكتاشي... إهدأ محمّد بالتأكيد سنجِد لك غيرها... بلادِنا بها آلاف الفتيات ليس فقط هيَ. "
أحنى رأسهُ مُستمعا لكلام والده... فيعتذِر منهم يونس ويُغادر البُقعة... بعد رحيله أغلقت الخادمة الباب الضخم فينهض محمّد يذرع ذهابا وإيابا... حتّى جعَل والده ينطُق قائلا: " ما بكَ يا بني؟ إهدأ... قلنا ليست من نصيبك!. "