# شرٌّ طَليقْ
شخصٌ ما يتحدّث....
" سابقا.... كنت أقاتل من أجل حِزاما ذهبيّا أعلّقهُ حولَ خصري.... لكِن الآن.... أقاتل من أجل امرأة نوّرت حياتي ولوّنتها بعد أن كانت دامسةَ الظلام وكَئيبة المنظَر.... أنا أقاتل من أجلها.... حتّى آخر يوم بحياتي وآخر رمق من نَفَسي.... "
بعد مرور عدّة أشهر على آخر ما حصلَ من أحداثٍ شيّقة وجميلة بين أبطالنا صاحبوا هذه القصّة المؤثّرة والحزينة الى حدٍ ما.... في يومٍ جميل كانت الشمس ساطعةً فيه.... الحركة تدبّ بالمدينة.... البشر تعمل دون توقّف.... الأعمال لا تتوقّف.... كان الجميع مُنشغلا بحياته الخاصّة.... كزينب مثلا.... فقد أصبحت حياتها أجمل بكثير ممّا كانت عليه قبل أن تتعرّف على زوجها.... أصلا من كان يعلم أن القدر سيجمع شخصين معا بإهتمامات مُختلفة؟ من توقّع يوما أن زينب التي عانت في صِغرِها من مهنة والدها القاتلة التي فتكَت بها وبأخيها وبوالدتها العزيزة على فؤادها أن ترتبط برجل مهنته هي ذاتَ المهنة التي كان والدُها عليها.... ذاتَ العمل الذي كلّفهم حياة كاملة.... بعد أن تعذّبت وتألّمت كثيرا.... منذ أن كانت طفلة وحتّى كَبرت وأصبحت امرأة ذاتَ منصب وجمال.... كانت مُتمسّكة جدّا بمعتقد " لا زواج من مُقاتل " ولكن حينما غزا هذا المُعتقد الذي أخذت عَهدا على نفسِها بالتمسُّك به شيئا آخر يُدعى بالحُب؟ فقد أصبح لعقلها جوابا آخر.... حيث أن الحُب في حياة زينب قد إنتصر على كلّ مُعارضات عقلها.... إنتصر على مُعتقداتها ، قلبُها فازَ في هذه المَعرَكة التي ظنّت أنها ستخرُج منها خاسِرة.... هيَ جرّبت مرّة وندمت على تجرُبتها.... ولكن حينما أظهر قلبُها العصيان الذي لم يتقبّلهُ عقلها؟ تغيّرت حياتها تماما..... حيثُ أن هذه الكلمة التي من ثلاثة أحرُف قد غيّرت مجرى حياتها ومسار عيشها.... أصبحت تُشارك كلّ شيء وأيّ شيء مع شخصا واحدا.... كاتما لأسرارِها ، حافظا وسندا وداعما قويّا لها رُغم إختلاف جنسيّته ومُعتقداته ، عاداته وتقاليده ، كلّما أوشكَت على السقوط.... يدفعها لتُكمل رُغم المآسي والآلام التي تمسَّها هي دائما.... هي فقط!.... ولكيّ لا تحزن يفعل المُستحيل لإسعادها ، يسعى لغمرِها بالضحِك الصاخِب والإبتسامة المُستمرّة.... كلّ لسان ينطُق بالسّوء عليها يقصّه! عيناه لا يُمكن أن تَزيغ على غيرها ، قلبُه لا ينبض إلا لها.... هي ذاقت مرارة التّعب والعذاب في بيتٍ غير بيتها ، وها هي الآن في بيتٍ غير بيتها ولكنّها سعيدة للغاية.... وضِعت بين عائلة محفوفة بالحُب والإحترام ، مُحاطة بالثّقة والإهتمام ، لا أحد يُشكك بها او يتّهمها ، لا أحد يضع بين يَديها صَحنا لتغسِله.... حينما يقول رجلٌ لمرأة يَهيم بها حبّا وعِشقا " إنني سأجعلُك تعيشين كالمَلِكة في قلعتِها " هذا بالفعل ما تعيشه زينب في منزل عائِلتها الثانية....