《# الطّلَاق》
" أجل.... يوجد شيء أريد قوله لك!. "
هي من قالت ذلك له.... لتجذب نظريه وتركيزه عن طريق إيمائه برأسه معنيّا بترقّب ، لتتّخذ الخطوة الجريئة والتي ستُكلّف حياة عائلتها الصغيرة لأنها لم تعُد تحتمل الصّمت أكثر!.... سيكون ردّ فعل زوجها أسرع من فادي وسيذهب حالا ليُنقذ عائلتها!!!... هذا ما كانت تُفكر به! لتُجيبه بنبرة باكية جدّا: " ساعدني يوري أرجوك!!! عائلتي في خطر! فادي خرج من السّجن ويهدّدني بهم إن لم أفعل ما سيطله منّي!!!!. "
صُعق ممّا سمع!!!!!! ليقول بصدمة: " م.... ماذا؟. "
فجأة توقّف الزّمن!!!! وفتحت عينيها على مصراعيها! لتستوعب بعدها أن كشفها عن الحقيقة التي أتعبت قلبها كانت محضّ خيال.... لا صحّة له ولا واقعا كذلك!.... لكنّها عزمت على أن تجعله حقيقة!! لتسمع صوتا قريبا منها وهو يوري الذي كان ينتظر منها ردّا مُقنعا..... عندما لاحظ صمتها قال: " مالذي ستقولينه لي يا زينب؟. "
نظرت بعينيه تُريد فتح شفّتيها وإخباره بما يجول في فؤادها المُحطّم لكن تخونها رسالة بهاتفها هدمتها تماما.... بعد أن إلتقطت الهاتف بيديها نظرت لفيديو يوثّق مُتابعة والدها وأخيها الصغير مُباراة قتاليّة وهُم يضحكون وفرحين كثيرا!!!.... وهذا تحذيرٌ من فادي لكيّ لا تتحدّث وتُخبر زوجها بما صار بينهم في الرّحلة.... بالإضافة الى إرساله رسالةً ما برفقة مقطع الفيديو ، وتلك الرّسالة تقول: " ألم أقل لكِ لا تُلمّحي؟ زينب إنني أراقبكِ جيّدا! ربّما أنا لا أراكِ الآن.... ولكن لديّ أعين في كلّ مكان! لذا توخّي الحذر وأحسني التصرّف!!. "
لديه أعين؟ ماذا يعني ذلك؟ هل يعني أنهُ سرّب داخل المنزل.... جواسيس يُراقبوني؟ تبّا لك أيها المُختلّ العقليّ!!! مريضا نفسيّ!! حقّا لا أعلم كيف عائلتك تتحمّلك!! كيف أصلا تتحمّل نفسك!!!....
ذلك حديثها بينها وبين نفسها قبل أن ترمي الهاتف بعيدا وتنفجر بُكاءا!!! أمام ناظريّ يوري الذي إنصدم من ردّة فعلها.... وتأكّد الآن أن بها شيء ويجب عليها الفصح عنه وإلّا سيجنّ جنونه!!!!.....
ترك ما يُفكر به عقله وسارعَ بجذبها ناحية صدره ومُعانقتها بكلّ حُب ودفء وإحتواء.... ليقول وهو يمسح على شعرها الحريريّ الجميل: " كُنت أعرف أنكِ لستِ على ما يُرام.... عينيكِ تفضحانكِ يا زينب! إن كنتِ غير مُدركة!. "