◇ PART 4 SEASON 2 ◇

60 5 6
                                    






# خُططٌ خَفيّة





لينقضي يوم ويأتي الآخر.... لا بل أيام إنقضت وأتت أخرى بعدها.... أدرك يوري أنهُ الأمان والإطمئنان بالنسبةِ لزينب.... حيث أنهُ كلّما خرج من المنزل راحلا الى تدريباته في مركزه الرياضيّ الخاصّ تخاف زوجته كثيرا ولا تُريده أن يبتعد عنها إنشا واحدا! خاصّة بعد ظهور أعدائها في الآونة الأخيرة.... والذين يكونون خطيرين للغاية ويُثيرون الريبة والخوف في قلبها.... تفهّمها بشكلٍ كليّ وصار يُمارس تدريباته وتمارينه مع مدرّبه الشخصيّ هيور في أحد الغُرف في منزله....

ففي يومٍ من هذه الأيّام المارّة.... إنتهى بطلنا من تدريباته في وقت باكِر.... لأنهُ لاحظ إنزعاج وتخبّط ودمار نفسيّة حبيبته الغالية على قلبه.... قرّر أن يبقى بجانبها طوال هذه الأيّام ولا يترُكها أبدا.... في غرفته قد أخذ عدّته الخاصّة بالإستحمام ودخل لدورة المياة.... طبعا بعد أن لاحظها تتوسّط سريرها بين يديها كتابا تقرأه لتمرير الوقت المُملّ بالنسبة إليها.... فيبتسم بمكر! لأن في باله خطّة يتمنّى شديد التمنّي أن تنجح.... مع أخذه بعين الإعتبار أن زوجته ذكيّة ولا تقع بالفخ في سهولة.... ولكن سيجرّب حظّه الآن هل سيخذله؟ سنرى بذلك....

بعد مرور رُبعا من الساعة تقريبا... ندهَ عليها قائلا: " حبيبتي لقد نسيتُ منشفتي هلّا أعطيتني إياها؟. "

سمعت صوته فأردفت: " بالطّبع عزيزي أين هي؟. "

توسّعت إبتسامته نظرا لقبولها طلبه فقال: " على الطاولة التي في غرفة تبديل الملابس!. "

نهضت وذهبت لتُحضرها.... عن حُسن نيّة بالتأكيد... فهي تستبعد تماما أنهُ من المُمكن قد يغدُر بها! ويجعلها تقع صيدا سهلا للغاية بين شباكه.... حيث أنّها وقفت خلف الباب بالضّبط تنده عليه لكيّ يأخذ من بين يديها ما طلبه منها.... ليفتح الباب ويستشعر بأصابعه منشفته كما يدها كذلك.... ليجذبها رُغما عنها بقوّة منه حتّى دخلت معه في دور المياة ليُغلق الباب بعدها موصدا إياه! تحت صدمتها من وقوعها بسهولة في مصيدته رُغم ذكائها ودراستها لتحرّكاته وفي آن الوقت مُندهشة لجرأته التي لم تراها منذ أن تزوّجته!.....

أما في الجانب الآخر من المدينة.... الى جانبا بعيدا للغاية أشدّ بُعدا من أبطالنا.... عند فادي.... الذي كانَ يُحاول قدر إستطاعته أن يُخمد النيران التي تشتعل وتستمرّ في الإشتعال وسط صدره وعقله كما قلبه.... عن طريق أن ينتقم من الشخص الذي زجّه بالسّجن وسرَق منه زوجته! حسنا ربّما السبب الشخصيّ الأوّل يستحق الإنتقام ولكن الثاني؟ هل يُريد أن يتملّك زينب رغبةً وحبّا بها؟ أليس هو الذي قال لها حينما طلبت الطلاق سمعا وطاعة؟ أليس هو الذي فسخ زواجه وحياته وإنفصل عن الامرأة التي أحبّها يوما بإرادته؟ بلى.... بلى لقد فعل كلّ ما ذكرته بإرادته الحرّة ، التي لم يُقيّده أحد بها إطلاقا.... ولكنهُ الآن يُريد أن يقهر قلب يوري بسحب زينب منه! التي هي كلّ حياته!!.... وأيضا يُريد أن يُذيقها العذاب الذي لم يُظهره لها حينما كانت برفقته!.... من يفعل كلّ تلك الأفعال.... ويُخطط لها.... ويُفكر فيها حتّى.... فهو مريض نفسيّ ومُختل عقليّ!!! علاجه ليس بين نصائح النّاس.... بل في المصحّات العقليّة حيث ينتمي!.... يظنّ أنهُ أقوى الرّجال بسماحه لجبروته الوهمي وسيطرته الذكوريّة وعقله المُعقد والمُقيّد بأن يتفنّنا في الميدان ويجرحن المارّ والراحل.... يظنّ أنهُ رجل!!! حينما يُمارس سيطرته ورجولته على امرأة ضعيفة الجسد والحيلة!! يظنّ أنهُ كذلك.... ولكن خسِئ!!!! فهو سيُواجه رجُلا حرّا ، ذاق مرارة الحياة مرارا وتكرارا.... حتّى مات قلبه وسيطر عقله على كلّ إنش من جسده.... يظنّ ظنّا أخيرا.... أن هذا رجل مثله ومن جنسه! ممّا يعني أنهُ قادرٌ وبكلّ سهولة التغلّب عليه! ولكن لا.... فما هو على وشك مجابهته هو رجُل لا يعرف الرّحمة والشفقة.... على أرض حلبة يقتل خصمه وهي مباراة منظّمة للترفية فقط.... فما بالك بشخص تعدّى على أحد مُمتلكاته وليست أيّ مُمتلكات.... بل هي الامرأة التي أنارت عتمة حياته..... سحبتهُ من الظلمات نحو النور ، جميعنا يعرف من الذي سيعضّ أصابعه ندما ويحني رقبته خوفا....

المُقاتل - Fighterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن