◇PART 10◇

117 6 3
                                    







# زينب.





بعد مرور أيّام... لا زال بطلنا الذي ضحّى بحياته وبجسده ليُعيد فتاة لحُضن والدها... ليُعيد روح للحياة مُجددا... راقدا في المستشفى... جثّة هامدة مغلقةً العينين في غيبوية الله وحده يعلم كم مدّتها.... إلتأمت بعضا من كدماته وجراحه.. ولكن أثرها لا زال متواجدا وقد طُبعَ على جسده الرياضيّ ذاك... هيور لم يفارقه أبدا... ظلّ بجانب رفيقه في كلّ تلك الأيام... يرعاه ويسأل عن حاله... أما سليم ذلك العجوزُ الطيّب كانَ كلّ يوم يمرّ على المشفى ويتفقّد أحوال يوري...

أحمد أسعفوه لأقرب مشفى وظلّ هنالك ثلاثة أيام نظرا لتلك الحالة التي يوري أوصلها له بالضّرب المدوي... شريف هرب وقت تلك المذبحة ولا خبر عنه... محمّد قابعا في المشفى كحال يوري بل هو أسوء... جميلتنا حياتها ليست كحياتها السابقة... أجل تستيقظ باكرا... أجل تُبادر لعملها... ولكن عقلها منشغل... قلبها ينبض وينقبض بين فترة والأخرى... تشعر وكأن حياتها قد تغيّرت تغيّرا جذريا بشيء ما ولكنّها لا تعرف... تستمرّ طوال الوقت شاردة حتّى في وسط عملها... من كان أساسا يظن أن زينب تشرُد؟ ووقت عملها؟ الذي هو أهم ما في حياتها! والذي تُعطيه إهتماما ذو طابع خاص؟ لا أحد... هي تشُكّ بشيء ما بداخلها... ولكن لن تستعجل... ستنتظر الوقت المُناسب... إستأذنت من المدير كيّ تخرُج من المشفى... ظنّا منه أنها مُتعبة قليلا مما وقع ولكن لا علم له أساسا عمّا حدث...

عادت لمنزلها مُجددا وهي مرهقة وتعبة... ليس من العمل بل من التفكير.. الذي أرهقها أضعاف ما يُرهقها العمل في يوم... كلما شردت تكوّنت صورته أمامها... صورته التي ظهر بها بأسوء حال... تداركت ما تشعر به للحظة وإتجهت لغرفتها فور وصولها لمنزلها... إستلقت على سريرها بعد أن غيّرت رداؤها الى ثوب نوم مريح... ما إن نعست وشعرت برغبتها بالنوم حتّى داهمها صوت أحدهم يتألّم... أحدهم يستنجد بأسمها قائلا: " النجدة... زينب... أنقذيني!!. "

سمعت أسمها وهرعت سريعا لمصدر الصوت... نزلت من سريرها ووجدته... أجل وجدته بشكله الذي آخر مرّة رأته فيها... يحتضر... يسعل... دمائه غطّت أرضيّة غرفتها...ظنّت أن ما تراه حقيقيّ لوهلة... فجثت له وأمسكت بيده بتشبّث مُحكم... بينما هو أيضا تشبّث بها... نطقت وعينيها ذرفت قطراتٍ من الدموع: " يوري... هل أنت بخير؟. "

أجابها وصوته باهت: " هل أنا بخير؟... تبا أنظري لركبتي... لن أستطيع القتال مُجددا.. سأصبح عاجزا... هل سأترُك حلمي يذهب سُدى؟ هل أنت ستفعلي؟.... لا أعتقد... آه... إنني متعب للغاية... مرهق.... "

أقرب نزيفا به لها صدّته بيدها... حيثُ أنّها وضعت باطن يدها على نزيف فخذه... ثم نظرت بعينيه بإتصال بصري دام طويلا... ما قطعه هو صوتٌ آخر ينده بإسمها قائلا: " أبنتي.. زينب... "

المُقاتل - Fighterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن