◇PART 14◇

96 6 6
                                    








# دَفَعَت ثمنًا ليسَ بثمَنِها..







بعد ذلك الحدث الصادم!! رآها ذلك الأشقر الذي صرَخ بشدّة مُناديا بإسمها... جرى لها كالمجنون وجثى لعندها... حيثُ أنها كانت مغمضة العينين وكأنها مستسلمة لمصيرها... أما الرجل الذي قام بصدمها بتلك الطريقة الوحشيّة نزل منصدما مما رآه... ظنّ أنه سيتسبّب بحادث قويّ ليوري... كما أنه تعمّد أن تكون الصدمة قويّة... ولكن الذي تأذّى هنا روحٌ لا شأن لها بالكراهية والحقد بين الرجال!! ومن هو؟ إنه ذلك اللعين الذي يُلاحقها في كلّ مكان... زوجها السابق المريض نفسيّا وعقليّا...

تحجّرت الدموع بعيون يوري حيث أنه رفع نظره لمن قام بصدم هذا الملاك النائم ورآه... أجل رأه... وتعهّد بينه وبين نفسه أنه سيجعله يدفع الثّمن غاليا... ترك كلّ ذلك جانبا وقام بحملها بين ذراعيه وأدخلها السيّارة الخاصّة به... لينطلق بسرعة نحو أقرب مستشفى... أما فادي من شدّة صدمته لم يتحرّك من موضعه... ذرفت دموعه غير مصدّق ما جنته يداه!!! حتّى يلفظ بصوت خافت: " زينب... لقد صدمت زينب!!! كان من المفترض أن يكون مكانها ذلك اللعين! كان من المفترض أن.... زينب... "

ردّد هذه الكلمات بنبرة متقطّعة ليعود لسيّارته ويركبها منطلقا نحو المشفى.... فبعد أن مرّت ثلاث ساعات تقريبا... في داخل ذلك المستشفى الضخم... كان بطلنا جالسا على تلك الكراسي قارصة البرودة وهو يلملم وجهه بين كفّيه خائفا وقلقا من حالة من يُحب!.. فجأة يرفع عينيه ناظرا للذي كان يهرول ناحيته... وحينما وصل قال وهو يلهث: " يوري.... يوري بني! زينب! إبنتي ماذا حلّ بها؟!. "

توقّف يوري على قدميه ثم ذهب ليقوم بإحتضان سليم بأقوى ما لديه... أما ذلك العجوز المسكين... فقد خارت قواه وبكى فوق كتف من يحضنه... بات يوري يُتمتم قائلا: " إهدأ مدرّبي لا تقلق... ستكون بخير... ستعود كالسابق وأفضل! تفائل أرجوك لا تقنط او تيأس. "

فصل عنه العناق ويداه تتمركز على منكبيّ يوري... ليقول سليم ودموعه بللت لحيته وعيناه يكسوها الحُزن الشديد: " إنني خائف... أرجوك!!! إبنتي في خطر... هل سأفقدها مثلما فقدت أمها؟ كلّا يا يوري أقسم لك لن أحتمل! إن حصل لها شيء لن أسامح نفسي إطلاقا! يوري لن أسامح نفسي... هل فهمت؟ لن أسامح نفسي. "

أجابه: " أرجوك إهدأ... "

ففي آن اللحظة تخرُج لهم الطبيبة التي أجرت العمليّة لجميلتنا والمسؤولة أيضا عن حالتها... وقتها تجمهر عليها الجميع بما فيهم سليم الذي قال ودموعه بللت وجنتيه ويقوم بفرك يديه ببعضها متوترا: " أرجوك حظرة الطبيبة.. ماذا حدث لإبنتي؟ أرجوك طمئنيني عليها... أرجوك حظرة الطبيبة أرجوك... "

المُقاتل - Fighterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن