الفصل الخامس"إهتمام"

949 99 23
                                    

اليوم الرابع من آب ٢٠٢٢

كانت الحياة وردية حينما كنّا سويًا ونسينا أن(دوام الحال من المحال)، فعكر صفونا الفراق، وكم كان الإنتظار صعب ولكن لحظة اللقاء كان كفيلة لمحو أوجاعي، لإشباع عيني برؤيتك، لمداواة جروح قلبي، ربما لم يكن قدرنا أن نلتقي يومها، وهاهو القدر يجمعني بكِ ولكن في الوقت المناسب.

✿✿✿✿✿✿

مرت الأيام كبستان من الزهور يسقيها ويعتني بها يوميًا بحضوره، بحديثه، بإهتمامه، كان يزورها يوميًا بحجة الإطمئنان على الطفلة الصغيرة، التي كم أصبحت متعلقة به وتحبه، فهو أغرقها ووالدتها بإهتمامه، وصدق وعده معها بإصطحابها يومًا مدينة الألعاب وصمم أن يأخذ "عليا" ووالدتها معهم حتى لا يضيع فرصة وجوده معها في نفس المكان، وأيضًا لمعرفته بأنها تعشق مدينة الملاهي والألعاب، فهو كان دائمًا يحضرها لهذا المكان لعلمه بحبها الشديد له، فلم يضيع تلك الفرصة ليرى طفولتها وحماسها وصراخها كالأطفال، فهو منذ أن رآها وهو يعمل على إخراج حبيبته القديمة المدفونة بداخل تلك النسخة القوية، القادرة على التحمل والمواجهة، رأى سعادتها التى لمعت بعينيها عند رؤية حب صغيرتها له، وكم أسعده هذا أيضًا فها هي أول عقبة بطريقه في الوصول إليها يزيحها، وقد عزم على أن يكمل ما بدأه والخطوة التالية كانت بالطبع أن يفهم ويعرف ما حدث بالماضي وتسبب بالفراق الذي دام لعشر سنوات، فهو رغم حبه الشديد لها ولطفلتها، إلا أنه لا يتألم من الداخل، رغم محاولاته في إظهار عكس ذلك، فهو قد تمني أن يقضي العمر برفقتها، وتنجب أطفالًا منه هو وليس من آخر.

ولم تخلُ تلك الأيام من مراقبة ذات الرجل الذي رآهم في ذلك اليوم الذي تقابلا فيه، وخروجها من سيارته، حتى أتي ذلك اليوم الذي جاء"شريف"والد"شمس"لرؤيتها فهو يأتي من حين لآخر بعد طلاقه لـ"عليا"حتى يرى إبنته وتقضي معه بعض الوقت، وقفت عليا تُجهز حقيبة صغيرة تكفي صغيرتها لليومين الذين ستقضيهم "شمس" برفقة والدها حتى صدح صوت هاتفها، وكان"شريف"، فأجابته بأنهم في إنتظارها، مرت دقائق قليلة ودق جرس الباب فأخذت الحقيبة وأمسكت بيد إبنتها وفتحت الباب، ولكن وجدته"سيف"أمامها، فقالت بإستغراب:

_سيف!!

_ازيك يا عليا

_الحمد لله.. اسفة مش هقدر اقولك اتفضل اصل ماما نايمة

إبتسم وهو يميل على "شمس" التي إبتهجت ملامحها عند رؤيته وإحتضنها قائلًا:

_مفيش مشكلة انا اصلا كنت جاي عشان البرنسيس شمس

_ويا ترى البرنسيس شمس تخصك في ايه؟!

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن