إلى صاحبة العيون البنية التي تحذبني إليها دائمًا، كنت فقط أود سؤالك عن أحوالك، فلقد أخبرتيني ذات يوم أنك لا تستطيعين العيش بدوني، كيف حالك الآن؟! حسنا، لأخبرك أنا عن حالي، هناك قلب مشتت لا يعرف أي طريق يسلك، فكل الطرق تؤدي إليكِ، هناك عين لم تعد ترى شيئًا مبهرًا أو يستحق النظر إليه سوى عينيكِ، هناك رسائل قديمة وأخرى حديثة لا أستطيع أن أرسلها لكِ، فكأن الطرقات تعيدها إليّ كلما أرسلتها، ولكنني لم أستسلم فلقد إتخذت الهوى مرسالًا ليخبرك عني وعن أحوالي، لينقلها لكِ وأنا أعلم بأنكِ ستشعرين بي، وإن لم تفعلي، حسنًا لا بأس، فأنا سأتدبر أمري، ولكنني لا أستطيع أن أتدبر أمر قلبي، وروحي ورسائلي، وعقلي الذي لا يكف عن التفكير
منذ أن تركتِ يدي، وأنا أفتقد دفء كفوفي، أفتقد ذاتي معكِ، أشتاق لذلك الجانب من شخصيتي الذي لم يظهر سوى معكِ ولكِ فقط، أعلم أن هذه هي الحياة، ولكن أن نلتقي ثم نفترق مرة أخرى، هذا غير منصف لي ولقلبي بالمرة.************
باليوم التالي..
خاصة بيوم العزيمة التي أصرت عليها «سديم»، دق جرس الباب، فسارت بخطوات راكضة نحو الباب لتفتحه، لكن «مهاب» أوقفها ليفتح هو، فتراجعت خطوة للخلف وعلى وجهها إرتسمت إبتسامة غامضة، متحفزة، لا تبشر بالخير، فتح «مهاب» الباب، وإستقبلهما هو وزوجته، دلف «أنس» أولًا، ثم بعده «مها» التي رمقت «مهاب» بنظرات راغبة إستطاعت إخفائها عن زوجها، ولكنها لم تستطع أن تخفيها على تلك التي كانت واقفة متحفزة، متربصة لها كالأسد المترقب لإبتعاد فريسته عن القطيع حتى يتيح له فرصة الإستيلاء عليها.جلسوا جميعهم بالداخل، وكان إختلاف المشاعر هو المسيطر عليهم، فكانت «سديم» تجلس بكل ثقة وثبات قد إكتسبتها إثر حديثها مع «عليا» التي حمدت ربها على أنها قابلتها، بينما «مهاب» كان التوتر يعتلي وجهه ولكنه كان بارعًا في إخفاءه، فهيبته ومركزه لا يسمحان له بأن يراه أحد متوترًا أو خائفًا، و«مها» التي رغم إستغرابها الشديد من تلك العزيمة، إلا أنها كانت سعيدة للغاية، فها هي غريمتها تقدم لها الفرصة على طبق من ذهب، ولم تدرك أنها وقعت في فخ نصبته لها «سديم»!أما عن «أنس» فكانت عفويته وتلقائيته هي المسيطرة عليه كعادته مما جعل «سديم» تشفق عليه وتتساءل بداخلها(كيف لتلك الخائنة أن تكون زوجة لذلك الرجل الرائع؟!)
مر قرابة الربع ساعة، ثم وقفت«سديم» و دعتهم للجلوس على طاولة الطعام، فنهضوا جميعًا، ثم توجهت «مها» للمطبخ معها مدعية مساعدتها، ولم ترفض «سديم»، بالعكس كانت أكثر من مرحبة بذلك.
دلفا معًا للداخل، فبادرت«مها» بالحديث غرضه إثارة غضب «سديم»:
_تعرفي ان انا بحسدك يا مدام سديم
أنت تقرأ
حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية)
Romanceتصويرًا للواقع، وتجسيدًا للشخصيات المدفونة بداخلنا ولا يعلم عنها أحد، جئتكم بهذا العمل، ستجد هنا أسرارك التي لطالما حاولت إخفائها، ستجد أحلامك، وأصدقائك، ورحلتك، تتجسد على هيئة رواية، ستجد نفسك هنا، بين أبطال روايتي، ستعيش معهم لأنهم بالفعل واقعيين،...