الحكاية السابعة « قدر»

164 20 12
                                    

١ تشرين الثاني ٢٠٢٤

سألتني صديقتي المقربة ذات مرة:
_"كيف تجاوزتَ أزمة رحيله؟ ".

ارتسمت ابتسامة مهزوزة على شفتي، وطَفقت أعبث بكفوفي التي افتقدت سلامه، وأخبرتها بنبرة غير مبالية:
_" لم يكن رحيلِه بأزمة، فأنا تجاوزته في بضعة أسابيع، والكثير من فناجين القهوة المُرة، تخلصت منه عبر الأوراق التي كنت أشكو لها ألمي وضعفي بجانبه، ثم صرت أشكو لها مرارة رحيله التي التي كانت أهون بكثير من مرارة وجوده".

«لازالت ذكراكَ محفورة بقلبي، الأحاديث، والرسائل، والشوق، والمناجاة تأبى أن تتخلى عنها ذاكرتي، لازالت أوصالي ترتجف عند ذِكر اسمك أثناء الحديث، ربما يزورني الحنين إليكَ من حينٍ إلى حين، ولكن بات قلبي يعرف تمامًا ما يريد، وأصبحت أفتقد أناسًا كثيرون، ولكنك لم تعد منهم».

•••••••••••

"أحيانًا يكون الصمت أفضل، فأنا لا تكفيني الثمانية وعشرون حرفًا لاصاغة كلمة تصف شعوري ".

كان هذا حال«شمس» التي عبرت عمّا بداخلها بالبكاء، والصمت، ولكن «سيف» لم يصمت فسألهم بتصميم:

_" مبتردوش ليه؟ إيه اللي مخبينه عني ومش عايزيني أعرفه؟ ".

ارتبكت «عالية» بشدة، ونظرت بدورها لـ«شمس» التي نكست رأسها للأسفل تبكي بصمت، وقالت:

_" مفيش يا سيف.. ".

_" مش عايز كدب يا عالية".

قال جملته وجلس بجانب «شمس» فارتعش بدنها، وابتعدت عنه فورًا، وكم آلمه رؤيتها حزينة وخائفة، اقترب منها أكثر وقال بحنان:

_"إنتي خايفة مني يا شمس؟ مني أنا؟ تعالي يا حبيبتي قربي".

بالفعل اقتربت منه فربت على كفيها، وقال:

_"إيه اللي إنتي خايفة تقوليهولي؟ متقلقيش، إتأكدي إني أنا في ضهرك دايمًا، متخافيش".

أخيرًا خرج صوتها ثقيلًا، وبنبرة متلعثمة أجابته:

_"مقدرش... مقدرش أقول ".
ثم خبأت وجهها بكفيها وأجهشت في بكاء حاد، فقالت«عالية» وهي تربت على كتفيها:

_" معلش يا سيف عشان خاطري، أنا هقولك، بس اسبقني على اوضتنا ".

أومأ برأسه متفهمًا، وبثقل الجبال فوق كتفيه نهض ينفذ ما قالته زوجته.

••••••••••••••

«الحياة فرصة، فلا تضيعها».

بجامعة الإسكندرية، وخاصة في كلية الصيدلة، كانت  «تمارا» جالسة بمفردها تنتظر ميعاد محاضرتها القادمة حين تقدمت منها«ريم» بتردد ملحوظ، وقالت:

_" ممكن أقعد معاكي؟ ".

نظرت لها «تمارا» قليلًا، ثم قالت:

_" أكيد، إتفضلي ".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن