الحكاية الأولى «مواجهة»

386 23 14
                                    

#حكايات_خلف_الأسوار٢
#مازال_للحكايات_بقية
#آلاء_محمد

*******

«اترك كل شيء للأيام لتُنسيك»

_مرور الأيام يمكنه أن ينسيك الماضي، ولكن لا يمكنه ان يشفي جروحك، ستتولى الأيام أمر النسيان، ولكن أمر شفاء الجروح، ومحو آثار ندوب القلب سيكون من اختصاصك.

***✿***✿***

الأوراق منثورة بكل مكان، الفوضى تَعُم الغرفة، نسمات هواء الربيع أنعشت قلبه المتيم بالاوراق، يبدو أن هناك ملحمة جديدة على وشك أن تبدأ.

راح يسبح في بحور عالمه الخاص الذي يصنعه بأفكاره، ويدونها على الأوراق، ويطالع جهاز الحاسوب الخاص به وينقر بخفة على الأزرار دون أن يُطالعها، وعلى حين غرةٍ دلفت والدته للغرفة دون استئذان، وهي تطالع الغرفة بصدمة ظهرت بوضوح على محياها، دارت في أنحاء الغرفة كلها حتى افاقت على حديثه:

"ماما بعد إذنك إبقي خبطي قبل ما تدخلي"

تجاهلت حديثه تمامًا، وسألته:

"إيه الفوضى اللي إنتَ قاعد فيها دي يا عبد الرحمن؟ وإيه الورق ده كله؟"

رد عليها بعدما ترك ما بيده، وأرجع ظهره للخلف قليلًا:

"ده ورق كاتب فيه حاجات مهمة، لما أخلص اللي بعمله هشيله متشيليش هم"

تنهدت بعمقٍ، وهي تذهب ناحية الفراش لتجلس عليه، ثم بدأت بالحديث:

"طيب سيب اللي بتعمله وكلمني، عايزاك في موضوع"

التفت إليها مرغمًا، ورغم علمه بالأمر الذي تريده، إلا أنه قرر عدم المجادلة، واستمع إلى حديثها بملل:

"إيه رأيك في ميرفت بنت سلطان جارنا؟ بنت كويسة ونعرفها هي وأهلها"

"رأيي فيها إزاي يعني؟"

ردت بذهول:

"إيه اللي إزاي؟ عشان نتقدملها، ولو عجبتك يبقى نعمل خطوبة"

أجابها بنفس الذهول:

"خطوبة مرة واحدة؟ طب يا ماما سيبيني أفكر بس وهبقى أرد عليكي"

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن