الفصل العاشر«أصبحت عادة»

824 79 14
                                    

إلى عينيكِ..
التي لم يفشل سحرها في الإيقاع بي كلما إلتقينا، التي تُشعرني بالطمأنينة، كمن إلتقى بوطنه بعد طول غربة.

*****

فنجان القهوة الذي يتصاعد منه البخار هو رفيقها، ولكن مرارة القهوة حتى لا تعادل مرارة أيامها.
كأي فتاة في مقتبل العمر، كانت دومًا تحلم باليوم الذي ستجتمع فيه برجل وسيم، عطوف، حنون، وتكوّن أسرة صغيرة تكون هي عمودها، بحياة هادئة لطيفة، لا تخلو من المشاكل ولكنها تخلو من الهجر والحزن حتى لو حدثت مشاكل، ولكن كانت النماذج التي تراها دائمة مُحبطة لها، وخاصة إن إستمعت لإحداهن تحكي لها عن زواجها، وكم هو روتيني وممل ملل قاتل، ما تنام عليه تصبح عليه، تخلو حياتها من الحب والرومانسية والاهتمام بل يسيطر عليها الفتور، تذكرت عندما قابلت إحدى النساء المتزوجات وكم كانت كلماتها مُحبطة
"هو انتي فاكرة هتتجوزي وتعيشي قصة حب، لا لا خالص، ده انتي هتتبهدلي قوي وهتنسي نفسك، متسمعيش كلام الافلام"

وأخرى قالت"جواز ايه بلا هم.. ده انتي كده احسن"

وأخرى"ده انا بقول ياريت كان الزمن رجع بيا كنت فضلت سنجل.. وانتي عايزة تتجوزي! "

وأخرى وأخرى، كانت تستمع لهم قديمًا، وتشعر أنها مُبالغين في الأمر، أو تزوجوا برجال لا يحبونهم، ولكنها كانت تُمني نفسها دائمًا بأنها ستتزوج برجل تحبه، ولكن هُدم سقف أخلامها فوق رأسها عندما تزوجت الرجل تحب ولكن عانت مما عانى منه الكثيرون؛ عانت من الإهمال، الروتين، الجفاء، حتى نفسها أصبحت لاتهتم بها، حتى أنها لا تعرف كيف تفعل ذلك.
أما بالنسبة لـ«مهاب» فلا تعرف أين ذهب الرجل الذي أغدقها بحنانه وإهتمامه في بداية زواجهما، أم أنها حلاوة البدايات كما يقولون؟!
وكمن يأس من المحاولة والمعافرة في المحافظة على بيتها وزواجها، قررت «سديم» أن تستسلم كما فعل الذين سبقوها، ستنتظر وترى إلى أين ستذهب بها الحياة، ستعيش يومها هكذا بلا هدف، وكأنها جسد بلا روح.

أجفلت من شرودها على صوت طرقات الباب، فنظرت لقهوتها الباردة التي لم تشربها نظرًا لشرودها، حاولت إستعادة ذاتها ونهضت لتفتح الباب فتفاجأت بـ«مهاب» أمامها، ردت السلام ثم أغلقت الباب، وسألته بنبرة عادية إستغربها هو كثيرًا:

_يعني جيت بدري

رد بإستغراب:

_ايه، امشي يعني ولا ايه

_لا مش قصدي.. انا بسال بس

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن