الحكاية الرابعة«كبرياؤه يمنعه»

263 20 17
                                    

بين كل حرف وحرف أكتبه، يمر طيفك حاملًا نسمات خفيفة تُداعب قلبي، وكأن قلمي خُلق ليكتب عنك، ليذكر أدق تفاصيلك، وما بين شعور الغربة، والاشتياق تأتي عيناك البنية لتمحو كل قطرة حزن من عيني، ويظهر بهما لمعة من السعادة والحب، حب رجل  استطاع بنظرة واحدة أن يُذهب النوم من عيني، وأظل طوال الليل أناجي السماء، والهواء، والقمر، لعل نسمة هواء لطيفة تمر من أمام نافذتك فتتذكرني كما أتذكرك وأبتسم.

***♡***♡***♡***

رافقهم حتى وصلوا للباب الخارجي، وودعهما بابتسامة سرعان ما محاها وجود أكثر رجل يبغضه بالعالم كله

_"بتعمل إيه هنا في الساعة دي يا شريف؟! ".

انتبه الجميع لنبرته الجامدة،  فأجابه «شريف» بقوله الذي بدا ساخرًا يشوبه بعض الشماتة:

_" جاي أعمل الأصول يا سليم بيه، زيارة المريض واجب برضو، وكمان جاي أشوف بنتي "

_"بنتك مقدرش أمنعك منها، إنما مريض إيه ده اللي إنتَ جاي تزوره، من امتى بييجي من وراك خير؟ لكن عشان إحنا ناس بنفهم في الأصول وبنعرف إزاي نعامل ضيوفنا، إتفضل"

سمح له بالدخول، وقد تجاهل الآخر حديثه، ودلف للمنزل فوجد «شمس» أمامه، وقبل أن يحدثها، وجد «عالية» خلفها، نظر إليها ولوهلةٍ لمعت عينيه باشتياق، أما هي فيبدو أن هناك قشعريرة قد اصابت جسدها فور رؤيته، فللحق هي لم تتوقع رؤيته ابدًا، اقترب منها فعادت هي للخلف تلقائيًا، وقد لمعت عينيها باشمئزاز وخوف، حتى بادر هو بالحديث:

_"إزيك يا عالية، والله زمان، مبقتش بشوفك دلوقتي خالص".

_" إسمها مدام عالية، ويستحسن متناديلهاش أصلا ولا توجهلها كلام ".

نظر خلفه نحو مصدر الصوت، فوجده «سيف» الذي  دلف لتوه،بعد أن أخبره والده بوجوده، وقد سمع حديثه، فاقترب من زوجته،وحاوط كتفيها يدعمها، حين قال «شريف» عندما لاحظ تصرفه:

_" أهلا سيف باشا، إيه يا باشا خايف عليها مني ولا إيه؟ متخافش مش هعملها حاجة ".

كاد «سيف» يجيبه، فأوقفته يد «عالية» حين ضغطت على ذراعه، نظر لها فأشارت بنظراتها إلى ابنتها التي لم تننبه لهما، فيما ذهب «شريف» ناحية «شمس» وسحبها بين ذراعيه قائلًا:

_" عاملة إيه يا حبيبة بابا".

لم تستطع إلا مبادلته، ومازالت تحت تأثير صدمته، وبحركة تلقائية نظرت لـ«سيف» بحزن، وكأنها تخشى على مشاعره من هذا العناق.

*******
بالمطبخ جلست «عالية» على الكرسي الموضوع أمام المنضدة المتوسطة الحجم بعدما أمرها «سيف» بذلك حتى لا تكون في مواجهة ذلك المدعو طليقها، ولم ترحمها رأسها من كثرة التساؤلات، والاحتمالات التي جعلته يزورهم في ذلك التوقيت، حتى دلفت إليها «شمس» وجلست بجانبها بصمت وتعمدت أن تتجاهلها تمامًا تحت نظرات والدتها التي تحاول سبر أغوارها حتى تعرف فيم تفكر، فكسرت «عالية» حاجز الصمت بينهما بقولها:

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن