اكتفيت بكَ عن العالم أجمع، وما حاجة لي بالعالم وأنت بين يدي.
*******
الحياة قاسية، وعليكَ تَوخي الحذر حين تتعامل معها، ولا تظن أنها سترضى عنك مهما فعلت، ولا تنتظر أن تعيش في سعادة دائمة وهي ما سميت بدار الشقاء.وكان خطأها أنها منحت ثقتها للأيام، فدارت عقارب الساعة حول عنقها تكاد تقتلها، شعور مقيت وهي ترى ابنتها تقوم بتحضير حقيبة صغيرة تكفي لعدة أيام، بل ربما أسبوع، حتى تأخذها معها لبيت ذلك من يسمى والدها!
فرغت «شمس» من تحضير حقيبتها، ثم اغلقتها جيدًا، نظرت خلفها حيث والدتها الجالسة على الفراش تكاد عينيها تنطق بالحزن والعتاب، جلست بجانبها ثم مالت عليها تعانقها، وهي تسند رأسها على صدرها فاحتضنتها «عليا» بقوة، ولم تمنع دموعها هذه المرة، نظرت لها «شمس» بحزن وقالت:_"بتعيطي ليه بس يا ماما؟ أنا بس هقعد معاه شوية وهجيلك، عشان خاطري متزعليش".
_"وهو إشمعنا افتكرك دلوقتي؟ ما هو بقاله سنين منعرفش عنه حاجة، وكنا مرتاحين منه، ليه رجع من تاني ينغص علينا عيشتنا؟ "
اعتدلت «شمس» في جلستها، ثم نظرت أمامها، وقالت بحزن:
_"معرفش يا ماما، معرفش ليه كلمني ومعرفش إيه فكره بيا، بس أنا حاسة إنه.. واحشني، حاسة إني عايزة أشوفه وأكلمه.. حاسة إني عايزة أعاتبه، مش عارفة بس حاسة إن جوايا حاجات كتير وأسئلة كتير ملهاش إجابة غير عنده هو "
_"أنا فاهمة احساسك يا شمس، ومقدرش أمنعك عنه، ده مهما كان أبوكي، بس عايزاكي توعديني تخلي بالك من نفسك "
منحتها ابتسامة خفيفة، ثم ارتمت بأحضانها حيث الأمان، والسكينة، والحب.
بعد وقتٍ، ودعت ذويها كلهم مع وعد بالعودة بعد أسبوع.
***♡***♡***♡***♡***
الطريق إليه صعب للغاية، والأصعب هو محاربة عقلي وأفكاري واقناعها بأن هذا ما ينبغي فعله، ولكن الأمل بداخلي لا ينتهي، ولا يتوقف ذلك الصوت المنبعث من داخلي عن مناداتي لأتقدم إليه.
وصلت سيارة الأجرة التي تقل (شمس)إلى مسكن والدها بعدما رفضت بشدة أن يرافقها أي من والدتها أو زوجها، نزلت من سيارة الأجرة وصعدت للبناية حيث الطابق المنشود، دقت الباب مرتين متتاليتين ففتح لها (شريف)على الفور، وكأنه كان ينتظرها خلف الباب، استقبلها بابتسامة واسعة:_ نورتي بيت أبوكي
منحته ابتسامة خفيفة، ودلفت هي للداخل تمسك بحقيبة ظهرها متوسطة الحجم، جلسا معًا على الأريكة ذات الطراز القديم، فبادر هو بالحديث يعاتبها:
_ بقى تاخدي كل الوقت ده عشان تقعدي معايا كم يوم؟ إيه هي والدتك مكانتش عايزاكي تيجي؟.
عقدت حاجبيها باستغراب لحديثه وقالت:
أنت تقرأ
حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية)
Romansaتصويرًا للواقع، وتجسيدًا للشخصيات المدفونة بداخلنا ولا يعلم عنها أحد، جئتكم بهذا العمل، ستجد هنا أسرارك التي لطالما حاولت إخفائها، ستجد أحلامك، وأصدقائك، ورحلتك، تتجسد على هيئة رواية، ستجد نفسك هنا، بين أبطال روايتي، ستعيش معهم لأنهم بالفعل واقعيين،...