أخشى أن أستيقظ يومًا في الأربعين لأجد أنّني ضيّعت حياتي بسبب خيارٍ خاطئ اتخذته وأنا في سن العشرين..
- أحمد خالد توفيق
ــــــــــــــــــــــــــــ
أحيانًا نبقى، ليس لأننا نحبهم، بل لأنهم المكان الوحيد الذي يمكننا الذهاب إليه، وبالرغم من خذلانه، وبرغم كل المعاناة والألم التي نلاقيها منهم، إلا أن قرار الرحيل الأبدي عنهم هو قرار صعب للغاية، لا نجرؤ على إتخاذه.
هل يبقى الإنسان بمكان لم يلقَ منه سوى الألم والمعاناة، وحياة غير آدمية لأنه يخاف مما سيلاقيه إن إبتعد عن أسوار هذا المكان؟! وبرغم أنه أغلال إلتفت حول عنقها وجسدها إلا أنها لا تجرؤ على السير نحو طريق الخلاص
جالت تلك الكلمات والأسئلة بخاطرها، وهي تقف أمام مرآتها، تنظر لذاتها بحسرة، وملايين الأسئلة تدور برأسها، أين ملامح وجهها الطفولية؟! أين برائتها؟! أين شغفها وإبتسامتها؟! أين روحها المرحة التي تعم الفرحة في أي مكان؟! أين هي؟! تشعر وكأنها علي مشارف سن اليأس رغم سنوات عمرها التي لم تتعدَ الرابعة والثلاثون، سالت دموعها على خديها بحرقة كأنها تواسيها، وهي تنظر لجسدها وبشرتها التي ذبلت من متاعب الحياة، فكت شعرها لينسدل على كتفيها بسرعة نظرًا لنعومته، وكأنه قد أخذ حريته التي تمنتها كثيرًا، ترددت كثيرًا قبل أن تأخذ أحد فساتينها الخاصة بالمناسبات، إرتدته ووضعت الحجاب الخاص به على رأسها، ووضعت القليل من مستحضرات التجميل التي أبرزت ملامحها ثم ألقت نظرة على نفسها في المرآة مرة أخرى وهي تتسائل هل هي قبيحة حقًا كما يخبرها زوجها دائمًا؟! أم أنه يريدها بتلك الهيئة التي هي عليها الآن ، وهي في كامل زينتها، قطع تفكيرها دخوله المفاجيء الذي جعلها تنتفض، وما جعل جسدها يرتجف هو إقترابه منها ببطء شديد، وقف أمامها مباشرة وهو ينظر لوجهها المزين بمساحيق التجميل، وجسدها الملفوف داخل ذلك الفستان الذي لأول مرة يراه عليها، نظر لها بنظرة لم تحددها، أهي حب وبالطبع كان هذا مستبعد، أم رغبة، قائلًا:
_اي الحلويات دي كلها.. بقي مخبية كل الحاجات الحلوة دي ومصدرالي الجلابية، والمريلة
تأهبت للرد عليه، فكفاها صمتًا علي حديثه أكثر من ذلك، قائلة بنبرة ذات مغزي:
_والله انا لو عليا عايزة ابقي كده علي طول... بس اعمل ايه طول النهار بشوف طلباتك وطلبات بناتك، وبعد ما بخلصها بنزل اشوف طلبات حمايا وحماتي واخدمهم، وبعدها اطلع لبناتي تاني... فـ ببقي مهدودة وعايزة انام... طبيعي ملاقيش وقت لنفسي خالص
_اي يعني، مهي دي شغلانتك، انك تخدميني وتخدمي امي، ما كل الستات بتعمل كده، اومال لو بتنزلي تشتغلي وتصرفي عـ البيت هتعملي اي؟! جتك الهم
أنت تقرأ
حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية)
Romanceتصويرًا للواقع، وتجسيدًا للشخصيات المدفونة بداخلنا ولا يعلم عنها أحد، جئتكم بهذا العمل، ستجد هنا أسرارك التي لطالما حاولت إخفائها، ستجد أحلامك، وأصدقائك، ورحلتك، تتجسد على هيئة رواية، ستجد نفسك هنا، بين أبطال روايتي، ستعيش معهم لأنهم بالفعل واقعيين،...