الخاتمة ج١«نجاح»

536 43 6
                                    

#حكايات_خلف_الاسوار
#آلاء_محمد

الخاتمة الجزء الأول«نجاح!»

ــــــــــــــــــــــــــــ

أين المفر؟!
أمامك طرقات الحياة كلها، وعليك أن تسلك إحداهم، وعليك أن تدرك أن لا شيء سهل، فكل شيء ستحصل عليه سيكون بعد معاناة، ومهما اختلفت معاناة الطرق فكلها صعبة، وعليك اجتيازها كي تفوز بلقب محارب، لعلك تجد ما كرست حياتك لتبحث عنه.

***✿***✿***

بِخُطى بريئة سارت بطريق وعرة ولم تدرك ما ينتظرها، فلم تأمن من شر ما تخبئه الطرقات، ولكنها قاومت ضعفها، وحاربت قلة حيلتها، ورفضت الاستسلام لحفنة من الذئاب وتصبح هي وجبتهم الدسمة، فقررت المعافرة والخروج من ذلك الطريق حتى نجحت.
والآن هي تقف على أعتاب طريق آمنة، ترى فيها نفسها ذات قيمة، إنسانة تستحق العيش بسلام، لا خوف، تبتسم رغم المصاعب والمتاعب.

قطع أفكارها دخول أحد الاشخاص بعد أن طرق الباب عدة مرات وانتشلها من وصلة ذكرياتها، فسمحت له بالدخول، ووصلها صوته:

"أستاذة أمينة جاهزة؟"

نظرت للعامل_ الذي قام بسؤالها_مطولًا، ثم اومأت براسها كإجابة على سؤاله، وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها، لشخصيتها الجديدة، تشاهد مرور الزمن على ملامحها، وتفكيرها، وشكلها، وشخصيتها، وقفت أما شخصيتها الجديدة وقارنت بين ما كانت عليه وما هي عليه الآن.
ظلت على عذا الحال لدقائق، ثم خرجت برأسٍ مرفوع وسارت حتى وصلت لقاعة المؤتمر المُقام بإحدى الجمعيات الخاصة بحقوق المرأة، وقفت على المنصة بشموخ كجبل لم تؤثر به أعتى الرياح.

أتت لهنا فقط حتى تخبر كل إمرأة أن ليل الظلم سينتهي مهما طال، وشمس العدل والأمل ستشرق مهما تأخرت، كانت تقص حكايتها، وكيف تخلصت من حياة الذل، والإهانة، لأخرى تشعر فيها بطعم الحرية، تُعامل فيها كإنسانة لا عبدة له الحق أن يتحكم بها كيفما يشاء، ضغطت إحدى السيدات الحاضرات على جروحها بسؤالها:

" طب إزاي عرفتي تتطلقي، رغم إنك بتقولي أن معندكيس مصدر دخل، ولا مكان تعيشي فيه، ولا أهل يساعدوكي ولا اي حاجة"

رغم ألمها تحدثت بثقة:

"صحيح مكنش عندي اهل، ولا فلوس، ولا أي حاجة، بس ربنا كريم قوي، وأنا كنت دايمًا واثقة إنه هيخلصني منه، وبصراحة صحبتي المقربة وجوزها كانوا أهم سبب، وكان ليهم الفضل بعد ربنا في إني اقدر أقوّم محامي، وأكسب القضية، واشتغلت وصرفت على بناتي، والحمد لله الكبيرة عدت من الثانوية العامة بمجموع يشرف، والتانية نجحت في الاعدادية"

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن