الفصل السادس عشر «عودة»

850 73 23
                                    

وحشتوني جدااأنا لسة مخلصة إمتحانات أول إمبارح،وبدأت في البارت إمبارح ومقدرتش  أطول أكتر من كده
قراءة ممتعة❤️‍🩹

*******

كنت دائمًا أتسائل كيف يمكن لشخص أن يحارب لأجل شخص آخر، ولم أدرك إجابة ذلك السؤال إلا حين أحببتُكِ، فأنا قد قررت المحاربة لأجل عينيكِ.

**********

ويحدث أن المكان الذي هربت منه ظنًا منك أنه غير مناسب، عدت إليه في النهاية بعدما وجدت جميع الأماكن غير مناسبة.

هبطت الطائرة القادمة من (الكويت) على أرض مطار الاسكندرية، وهبطت منها تلك الفتاة ذات الملامح المصرية، مرت على أكثر من مكان لتنهي أجراءات دخولها للبلد، ثم خرجت من المطار فوجدت والدتها الحبيبة منتظرة إياها، جرت حقيبتها المتحركة خلفها، وركضت لعندها، ثم بدون سابق إنذار إرتمت بأحضانها، وكأنها وجدت للتو ملاذها، قائلة بشوق:

_ماما

وكانت والدتها أكثر من مرحبة بذلك، فضمتها بين ذراعيها بقوة تعبر عن شدة إشتياقها لها، قائلة بلهفة أم:

_قلب ماما

شددت الأخرى من احتضانها لها، وبكت في أحضان والدتها كما لو أنها لم تبكِ من قبل، وكان البكاء هو الوسيلة الوحيدة التي استطاعت التعبير بها عما بداخلها من ألم، واشتياق، وندم، خرجت من أحضان والدتها ثم قالت ببكاء وهي تمرر نظرها على ملامح والدتها:

_وحشتيني قوي يا ماما... وحشني حضنك قوي.. أنا.. أنا ضايعة من غيرك يا ماما.. ضايعة قوي بعيد عنك.

ضمتها والدتها مرة أخرى قائلة وهي تُقبّل كل إنش بوجهها:

_وإنتي كمان وحشتيني قوي يا حبيبتي... سنة بحالها حارمني منك.. حسبي الله ونعم الوكيل فيه

إرتشعت بداخل أحضان والدتها عند ذكره، فتفهمت والدتها حالتها ثم أمسكت بيديها لتسير معها للخارج بهدوء، إستقلا سيارة أجرة لتقلهم للمنزل، كانت جالسة تستند برأسها على زجاج السيارة، تراقب الريق بشرود، وهي تتخيل حياتها مثل ذلك الطريق، طويل، وممل وهي وحيدة بلا رفيق، أو صديق.

وما الحياة إلا طريق طويل، نسير فيه باستمرار، نتعثر، وننهض من جديد، نُقابل ونُفارق، نيأس ونتوقف، ثم نمضي من جديد، ولكن لابد من وجود رفيق يُهوّن عليك الطريق، ويُشارككَ تلك الرحلة.

أجفلت من شرودها على صوت والدتها، تخبرها بوصولهما، نظرت لها ثم بهدوء ترجلت من السيارة، وبعدها والدتها، ثم ترجل السائق وأخرج حقيبتها من صندوق السيارة، فدفعت والدتها الأجرة، ثم شكروه، سحبت الحقيبة خلفها، وتقدم الإثنان حتى وقفا أمام عمارة قديمة نسبيًا، فرآهما حارس البناية والذي يُدعى «سعيد» ووقف ليرحب بهما قائلًا بإبتسامة واسعة:

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن