الفصل الرابع عشر«تشتت»

803 73 4
                                    

مساء الخير أو صباحه
لا أعلم التوقيت بالضبط، فالزمن قد توقف بي عندما فقدت آخر سبيل لوصالك، بتُّ لا أعلم الزمان ولا المكان، لازالت الشوارع والطرقات تنتظرك، وكأنها تحفظ العهد الذي خنته، لازال فنجان قهوتي الذي كنت سأحتسيه معك ساخنًا ولم يبرد كما بردت مشاعرك عندما أخبرتني بأنك سترحل عن القلب الذي مازالت أعاني الأمرين معه لكي يتجاوزك، ويعتاد على عدم وجودك، ولكن كيف وكنت أنت الوحيد القادر على جعله يزهر كالورد، ويرفرف عاليًا بسماء عشقك، ولم يكن في الحسبان أنه ستلقيه أرضًا مكسور الجناح، فهل من العدل أن تكون أنت السبب في ظهور إيتسامتي، والقادر على محوها بكل قسوة، لازلت أستيقظ كل يوم وأتفقد هاتفي، لعلّي أجد رسالة منك تخبرني بها عن مدى إشتياقك لسماع صوتي، ثم تخبرني عن تفاصيل يومك كالمعتاد، ولكن كلها أحلام أستيقظ منها على كابوس عدم وجودك.

***✿***✿***✿***

لازالت الأفكار تعصف برأسها، لازالت كلماته تتكرر على مسامعها وكأنه يقولها الآن، لم تعد تشعر بشيء من حولها، ولازالت على حالتها تلك منذ البارحة، فالصدمة حقًا كانت شديدة عليها، وعلى عقلها، كانت تفوق قدرتها على الإستيعاب، تذكرت حديثهما البارحة سويًا، بعدما أخبرها بذلك السر الذي قلب كيانها، وشتت أفكارها
                                   
                                      ****
_نغم انتي دلوقتي عرفتي السر اللي محدش يعرفه، وأنا مكنتش عايز أقوله بس مكنش  ينفع أبني حياتي معاكِ وفي بينا أسرار وخبايا.. ودلوقتي القرار ليكي.. عايزة تكملي معايا؟ هترضي تكوني معايا وانا كده؟!

لم يسعفها الثمان وعشرون حرفًا في إيجاد كلمات مناسبة لتجيبه بها، فإتخذت الصمت جوابًا لها، وهي تهز رأسها رافضة لحديثه، وكأنها تنفض حديثه هذا عن رأسها، فأشاح هو بنظره عن مرمى عينيها التي ظهرت فيهم الشفقة والصدمة بوضوح، وكان هذا ما يؤلمه، وهذا أيضًا ما منعه عن الحديث في ذلك الأمر سابقًا، ولكنه في هذه الليلة قد تغير كل هذا، فهي قد وافقت على كونه شريكًا لحياتها، فعليها أن تتقبله بكل عيوبه، أخيرًا  تحدثت بعدما إستجمعت شتات نفسها، ثم قالت بخفوت وهي مازالت ترفض تصديق ما قاله:

_يونس.. إنت أكيد بتهزر مش كده؟

يونس بحزم وهو مازال لا ينظر إليها:

_الكلام ده مفيهوش هزار يا نغم

إغتاظت من بروده، ولم تكن تدري أنه يتصنعه، فقالت بإنفعال:

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن