الفصل الرابع"إشتياق"

1.1K 74 26
                                    

ها قد مر عام ونصف، وأنا لازلت أقف بنفس المكان الذي إختلفت فيه طرقاتنا، لازلت أبتسم عندما يأتي بذاكرتي أحد مواقفنا الجميلة معًا، وأبكي عندما أتذكر أنك لست هنا لنتشاركها سويًا، أفتح محادثتنا كل يوم على أمل أن أجد منكَ رسالة تطيب بها جروح قلبي، وترتب بها روحي المبعثرة بفعل عشقك المتوغل بي، لازلت ألتقط أنفاسي، عندما يُذكر إسمك بالحديث، ثم أتذكر أنك تنتمي الآن لغيري، فتثقل أنفاسي، وأشعر بوخزة بقلبي، وتسيل دموعي تواسي قلبي وتعتذر لي عما بَدَرَ منك.

***★***★***★***★***★***

دلفت "سديم" للمنزل بخطى غاضبة، وأخذت تنزع حجابها بعنف، وهي تكاد تنفجر من كمّ المشاعر التي تدفقت إليها ما بين غضب من أفعال تلك الغبية، التي حتى الآن لا تعرف كيف تفعل هذه الأفعال أمام زوجها، وأمامها، وبين غيرة على زوجها، وغضبها منه فهي لازلت على موقفها بمقاطعته بسبب جفائه معها، دلف للغرفة بعد بضعة دقائق قد تركها فيها لتهدأ قليلًا فهو يعلم جيدًا أنها غاضبة منه، ومن زوجة"أنس"، رفعت عينيها إليه تنظر له من خلال المرآة بغيظ شديد، ثم وقفت وإستدارت لتكون في مواجهته قائلة بصوت عالٍ وغضب شديد:

_ ممكن حضرتك تفهمني اي اللي بيحصل بالظبط

صمتت قليلًا ثم قالت وهي تقلد نبرة"مها"في الحديث:

_اي يا مهاب.. هو انا اكلي مش عاجبك

وقف ينظر لها لا يعلم ماذا يفعل، أو ماذا يقول ليمتص غضبها ذاك، بينما تابعت "سديم":

_ده ايه قلة الحيا اللي هي فيها دي.... وقال اي عايزة تتعرف عليا.. بقي عايزة تتعرف عليا ولا عايزة تعرفني انها حاطة عينها علي جوزي السنكوحة دي

_سنكوحة!! ايه سنكوحة دي

قالها مهاب بدهشة، لتذم" سديم"شفتيها بغضب قائلة:

_هو ده اللي فهمته من كلامي... تصدق انك مستفز

_سديم! لحد هنا وكفاية، أنا ساكتلك من بدري... عمالة تزعقي وتخبطي وترزعي وانا ساكت.. لا نهدا شوية بقي
وبعدين حصل اي لكل ده يعني؟!

_والله!! يعني مش عارف... تمام خليني اقولك .. اولا نروح عزومة عند واحد صحبك الاقي مراته بتبصبصلك.. وبتدلع عليك.. وخد المانجه اللي بتحبها يا مهاب... تقدر تفهمني ده كان ايه؟!

_طيب وثانيا؟!

قالها بتجاهل ما قالته، ولكنها أجابته متابعة لحديثها:

_وثانيا وده الأهم... انا منستش اللي حضرتك عملته من أسبوع وطريقة كلامك اللي زي الزفت.. وتجاهلك ليا اسبوع بحاله.. وفرضك عليا النهارده اني اروح معاك عزومة سخيفة زي دي

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن