الفصل الثامن عشر«فرصة ثانية»

948 68 5
                                    

مساء الخير
كنت أعتاد دومًا الوقوف أسفل المطر برفقته، وهو يمسك بيدي ويشير للسماء التي لمع بها نجمًا وحيدًا فريدًا، يجذب أنظارك إليه ويقول:
_هذا النجم يُذكرني بكِ، يجذبني إليه كما فعلت عيناكِ.
اليوم أقف أسفل المطر وأنظر للسماء التي يلمع بها نفس النجم الذي كان يشير إليه، ولكن بمفردي، فهو قد رحل ولم يبقَ منه سوى تلك الذكرى التي أعيش عليها الآن، أتذكر حديثه وأقول لنفسي:
_كيف للطرقات والشوارع والرسائل أن تحفظ العهد الذي خُنته؟
ولا أجد لسؤالي جواب، فهو قد  تركني أخوض حيرة تلك التساؤلات وحدي، جعلني أتجرع مرارة الفقد، قبل أن أتذوق متعة القرب، ومنذ ذلك الوقت وأنا أذهب في نفس التوقيت لنفس المكان الذي شهد على خذلانه لي، وأقرأ آخر رسالة منه التي كان يخبرني فيها برحيله، لعلها تكون مزحة سخيفة منه وسيعود، ولكن مر عامان وأنا أنتظره وهو لا يعود.

#حكايات_خلف_الأسوار
#آلاء_محمد

***✿***✿***✿***

من الغباء أن تترك شيئًا ما بارادتك، ثم تعود عندما يحلو لكَ وتظن بأنه سيظل موجود لأجلك.

"يــونـس!!"

نظر أمامه تجاه مصدر الصوت وحين وجدها أمامه، ولم يتقبل عقله صدمة وجودها، وبدون رغبة منه رأى ذكرياتهما سويًا، حبه لها، وخطبتهما، خروجهما للتنزه سويًا، ضحكهما، وفرحتها البادية على وجهها بمجرد ما تراه، وإبتسامتها العاشقة، ثم ذكره عقله بحديثها المسموم
(إنساني يا يونس)
(أنا مش هقدر أرتبط بواحد معاق)
(أنا جايلي عريس لقطة ميترفضش)
(أسفة مش هقدر أكمل معاك)

وعند هذه النقطة، وقف أمامها، وبجانبه نغم التي أمسك يديها وكاد يغادر فأوقفته «هدير» قائلة:

"يونس أنا هدير.. معقول مش.. مش فاكرني»

قالتها وهي تبكي بحرقة، فعقلها وقلبها المسكين لن يتحملا صدمة نسيانه لها.

" مش واخد بالي.. هدير مين؟! "

هل شعرت يومًا بجسدك يرتجف كمن أصابته صاعقة كهربائية؟!
كان هذا شعورها وهي تقف أمامه، تستمع لكلماته التي وقعت على مسامعها وقع الصدمة، فنقلت بصرها ليديه المشتبكة مع يدي(نغم) وزاد هطول دموعها الساخنة، ثم نظرت له مرة أخرى تسأله بعينيها وكأنها تريد منه نفي ما توصل إليه عقلها، ولكن ما رآته بعينه كان حبًا كبيرًا وبالطبع لم يكن لها بل كان لتلك التي تقف بجانبه لا تفهم شيئًا مما يحدث أمامها فسألت «يونس»:

"في إيه يا يونس؟!"

ثم وجهت بصرها لـ«هدير» تسألها:

حكايات خلف الأسوار(مازال للحكايات بقية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن