الفصل الثالث

239 8 0
                                    

الفصل الثالث
(مياه عكرة)

اتجهت الى الباب لكنها عادت امام المرآة و تأملت وجهها و مررت اصابعها على بشرتها البيضاء الشاحبة و تناولت مساحيق التجميل و زينت وجهها بلمسة خفيفة و صففت شعرها ببطء و اهدابها تخفق اذ كان القلق و التردد يسيطر عليها.

انشغلت بمراجعة قوائم توزيع الركاب كلا حسب اهميته و وضعه المادي الى غرفهم ثم زمت شفتيها عندما لاحظت خطين تحت اسم مايكل فراداي اذ يعتبر من الركاب البارزين المميزين! مؤشر تحت اسمه من قبل الادارة و هذا يعني انه قد حجز جناحا ملكيا!...... ليس مجرد غرفة.
نادت على الموظفة المسئولة قائلة: "هذا الجناح"
و اشارت الى جناح ملكي و واصلت: "تم حجزه للسيد مايكل فراداي عندما يصل ارشديه اليه"
اومأت الموظفة و ابتعدت الا انها نادتها قائلة: " انتظري.......... سآتي معك"
دخلتا الى الجناح و طلبت منها اجراء مسحة تنظيف عليه و قامت هي بأجراء بعض الترتيبات بنفسها و تأملت آنية الزهور و قامت بإزالة كل الورود الصفراء و سألتها الموظفة عن سبب تصرفها هذا الا انها لم تجيب.......... ان مايكل كان لا يحب الزهور الصفراء يجدها بشعة و تثير انزعاجه و يتشاءم منها.... هذا ما عرفته عنه خلال عشرتها له.
بعد ان انتهت توجهت الى الجناح المقابل و قد تم حجزه من قبل شخصية معروفة و هي الممثلة جوليا برنار........ هي واثقة انها ستحدث ضجة في الباخرة فكل الناس تتطلع لرؤيتها حقيقة لأنها امرأة بغاية الجاذبية و الفتنة......... حتى هي كانت تتوق لرؤيتها وجها لوجه و كان جناحها فخما و اجره مرتفعا للأثرياء حصريا كما هو الامر مع جناح مايكل.......... ان حجز مايكل لهكذا جناح يفسر لها انه اصبح قادرا و ثريا و اثار ذلك ذهولها!
بعد فترة وجيزة بدأ الركاب يتوافدون الى الباخرة و سرعان ما سمعت جلبة و ضجة و صفيرا و اسرعت لترى ما سبب ذلك حتى ابتسمت عندما سمعت عن وصول جوليا برنار و اسرعت كالآخرين لرؤيتها و الترحيب بها..........
وقفت قريبا و اسندت يديها على السور الكبير و اتسعت ابتسامتها و هي تراقب جوليا تصعد الى الباخرة و كانت تخفي عينيها بنظارة سوداء و شعرها النحاسي الطويل منسدل على ظهرها الذهبي البشرة العاري و كان صدرها بارزا و مثير وبطنها منحوت و ترتدي بنطال لامع اسود قصير و حذاء طويل انيق....... ابتسمت جوليا للناس المتجمهرين ابتسامة مغرورة كاشفة عن اسنان رائعة الجمال و اخذوا الناس يتصورون معها و يحيطونها ........ ابتسمت كاثرين و احاطت جسدها الرشيق القوام بذراعيها الناعمين و بقيت تراقب الممثلة بإعجاب حتى تلاشت ابتسامتها و تغيرت ملامحها و انخطف لونها و تراجعت خطوات دون شعور عندما وقع بصرها على ذلك الرجل الجذاب الذي صعد الباخرة بكل ثقة و خيلاء ..... انيق يرتدي بذلة سوداء ......... تراجعت اكثر و ابتعدت و اخفت نفسها رغما عنها خلف قضبان السفينة و شعرت بالغضب الشديد و الانفعال و التوتر العجيبين........... انه مايكل بعد كل هذه السنين ........ كل شيء فيه تغير........ شعره ..... جسده ...... مشيته....... يبدو عليه التعالي و الغرور و سرعان ما ابتسم عندما التقى جوليا و تطلعت هي دون ان يشعر بها احدا و ركزت بيده التي امسكت بيد تلك الفاتنة .....

الجرح الصامت الجزء السابع لسلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن