الفصل العشرون.......
كنت واثقة
انهارت و بلغت الساعة الثالثة و الكل متجمهر معها قرب الباخرة لأنها جالسة و مسندة ظهرها على الشجرة و صامتة و الناس مجتمعين حولها و هي تارة تبكي و تارة تصمت و مايكل يجيء و يذهب امامها واضعا يديه خلفه و لا يقل قلقا عنها و جاك واقفا و يدخن باستمرار و يتطلع بها بين الحين و الاخر و سيمون جالس قربها واضعا ذراعه على كتفيها و يحاول طمأنتها بشتى الطرق الواهية عن اختفاء الصغير.
فجأة قال مايكل بصوت مرتفع: "كفى............. هدوء تام ارجوكم............ يخيل لي اني سمعت صوت ما"
عم الهدوء و نهضت هي و الكل بدأ ينصت حتى سمعوا صراخ ديفيد منبعث من الباخرة.اسرعوا جميعا الى الباخرة و صعد مايكل و خلفه جاك و سيمون و بول و باكتر و بقية الشباب.
احتضنتها ليليان قائلة بدموع فرح: "أرأيت كاثرين ديفيد لم يغرق ديفيد هنا"صعدت كاثرين مسرعة و خلفها ليليان و البحث جاري في ارجاء الباخرة و الكل يصرخ مناديا لديفيد.
قال جاك بصوت مرتفع: "ديفيد............ اين انت؟........ نحن هنا جميعا اين انت؟"و بحث مايكل في الاماكن الغريبة و في الحمامات و الزوايا و هي بحثت في الغرف كلها و القاعات و كثيرا من الشباب يبحثون و ينادون عليه.
صرخ ديفيد مرة اخرى و جاء صوته من مكان مخنوق و بعيد و بدى منهارا و مرعوبا.قال فكتور بقلق: "الصوت قادم من تحت!......... و كأنه من غرفة الماكينات و المروحيات"
ركض مايكل وهبط السلم بسرعة فائقة و قال فكتور بهلع: "مايكل انتبه المكان تحت بغاية الخطورة"
نزل بول و باكتر ثم جاك و سيمون و نزلت هي و ليليان ايضا و كانت الباخرة مظلمة ما عدا بعض المصابيح الخافتة منتشرة بين مسافات بعيدة عن بعضها.
سمعت صوت ديفيد بدى قريبا اكثر و هو يقول ببكاء: "كاثرين............... كاثرين"قالت بدموع و صوت خافت: "حبيبي.... انا هنا"
قال مايكل و هو يفتح باب غرفة الماكينات المظلمة و بصوت حازم: "لا تخف....... انا اتيت لأخرجك من هنا.............. لا تخف"
وجه جاك مصباح الشحن على السلم الذي يؤدي الى الماكينات المحشورة مع بعضها البعض و المروحيات الملتصقة ببعضها و تطلع مايكل في الداخل و حاول ان ينزل الا ان جاك قال بانفعال: "انت لا تعرف هذا المكان جيدا انه خطر و هناك شفرات حادة لا تندفع هكذا لئلا تصاب بالجروح"
توقف مايكل لإدراكه ان ما يقوله صحيح .
قال بول بنفاذ صبر: "سأحاول النزول"
و هبط السلم القصير و مايكل يضيء له المكان الخطي الذي لا يسمح بمرور جسم ضخم ابدا اذ كان ضيقا و كله اجسام حادة كالسيوف و الذي يدخل لا محالة سيتمزق جسده.عاد بول بسرعة و قد جرح كتفه جرحا بليغا و تتطلع بوجه مايكل و جاك و قال بحيرة: "استحالة الدخول و لا يوجد مدخل اخر يبدو ان الصغير سقط تحت من فتحة ما و عالق في الاسفل و الوصول اليه امر بغاية الصعوبة"
أنت تقرأ
الجرح الصامت الجزء السابع لسلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابر
Romanceنهضت اميليا و تطلعت خلال النافذة و احاطت جسدها النحيل بذراعيها ثم قالت بتوتر و ضيق: " اعلم ان ذلك صعبا عليك ............... لكن............ واجهي الامر يا كاثرين و تذكري ان قصتك مع هذا الرجل مرت عليها الاعوام .............. هذا يعني انه شيء من الماض...