الجرح الصامت الجزء السابع لسلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابر

الفصل الرابع

الفصل الرابع.........

(احاسيس مشحونة)

اتجهت الى غرفتها و جلست على السرير و وضعت يديها على رأسها وسرعان ما شعرت برغبة ملحة للبكاء و نزلت دموعها........... ما كان عليها ان تبالي به ماذا يحب و ماذا يكره......... تذكرت عينيه و هما قريبتين و متطلعتين بها و نظرة الاستخفاف بهما و اجهشت بالبكاء ليس لشيء سوى لأن قلبها خفق بالحنين اليه....... لماذا لم تنساه لحد الان؟

مسحت دموعها و قاومت تلك الافكار و الاعترافات ثم نهضت و جلست امام المرآة و تطلعت بشكلها مطولا و خفضت بصرها و هي تتذكر غيرته عليها........ ان كان طبعه غيور كيف له ان يحب امرأة مثل جوليا الحسناء الشهيرة كيف اختارها لتكون حبيبة و ربما خطيبة له و هي شبه عارية بلباسها و الكل يتحسر على جمالها؟......... أ هذه نهاية غيرته الشديدة؟........ ان يقع بحب امرأة خليعة؟.......... اين ذهبت تلك الغيرة القوية؟......... أ غيرته السنين هكذا؟
كانت تتوقع منه لقاء مختلف كانت تظنه سيركع امامها ندما ما كانت تشك ابدا ان يعاملها بكل هذا البرود و الجفاء! انه لأمر محير......... سخرت من المشاعر التي كانت تكنها له بصدرها و تكتمها طوال الاعوام التي مضت.......... هي مجنونة بالتأكيد كيف لها ان تبقى هكذا تفكر به متى تتوقف عن ذلك؟

طرق بابها و دخلت ليليان و تطلعت بها بأمعان قائلة: "اثار الدموع بعينيك الحمراوين"

هي و بسرعة: "نعم ...... لقد دعكتهما كثيرا شعرت بجسم غريب دخل بعيني"

اومأت ليليان موافقة ثم قالت بهدوء: "تعالي هناك اجتماع في المكتب"

نهضت و رافقتها و القت نظرة في طريقها على جميع الاماكن يبدو ان الركاب كلا ذهب الى غرفته اذ عم الهدوء و السكون في جميع الارجاء.

جلست في مكانها حول الطاولة الضخمة حيث جلس جميع الموظفين و جلس قربها جاك وليليان و ابتدأ فكتور الاجتماع بالإطراء على عملهم و وعدهم بمكافأة لكفاءتهم ثم اطرى عليها هي بالخصوص و اسعدها ذلك كثيرا ثم قال باهتمام: "هذه المرة الرحلة ستكون مهمة جدا لسمعة الباخرة فينيسيا و ذلك لوجود مشاهير و شخصيات بارزة امثال جوليا برنار و رجل الاعمال مايكل فراداي و الشاعر باكتر و كذلك الرسام سيمون هذه الشخصيات الاربع اريد اهتماما خاصا بهم و ان تعملوا على راحتهم و توفير الخدمات لهم............. كما تعلمون لو حصلت أي شكوى منهم ستصبح الباخرة سيئة السمعة لأن كلمة واحدة تقال من افواه المشاهير ستعلن في كل الصحف و تجلب لنا السمعة السيئة فيما بعد و نخسر زبائننا و صيتنا........... ان بدر منهم انفعال او عصبية على احدكم عليكم استيعاب الامر و التصرف بهدوء و روية و كبت غيظكم فهذا لصالح العمل و ستنالون مقابل لكل ذلك في نهاية الرحلة......... بالأخص ذلك الثري مايكل فراداي فقد استأجر افخم جناحين عندنا له و لحبيبته و دفع لنا اجور اضافية من اجل توفير الراحة و الرفاهية له......... دائما احرصوا على مجاملته فهو زبون دائم السفر و ربما ستكرر سفره معنا مرارا"
اومأ الجميع و هي شبكت يديها و زمت شفتيها........... واصل كلامه عن بقية الملاحظات و انهى الاجتماع بكلمة شكر و تقدير.