الجرح الصامت الجزء السابع لسلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابر

الفصل التاسع

الفصل التاسع...........

(كانت كذبة)

قال مقاطعا و بعصبية: "يكفي الان............ هيا اخرجي"

اخذت الرسالة بيديها المرتجفتين و اتجهت الى الباب بتخاذل و شهقت عندما خطف الرسالة من يدها و دفعها و اغلق الباب.

سارت و قد بدأت الاشياء تختفي امام عينيها و لا ترى سوى الطريق الذي تسير فيه حتى صادفت بعض الموظفين و تحدثوا معها و هي لم ترد على احد و ملامحها بغاية البهوت و الخذلان ........ وصلت الى غرفتها و توقفت عند الباب و وضعت يدها على جبينها الساخن.......... كيف وصلت هذه الرسالة الى مايكل؟!
فتحت باب الغرفة ببطء و دخلت بخطى متخاذلة و رأت ديفيد يقرأ بالرسالة ذات الخط المقتضب و الكلمات القليلة................. جلست امام المرآة و بقيت ساكنة.

اقترب ديفيد و اعطاها الرسالة بصمت و رأت عينيه انتظار و تساؤل و كأنه يريد منها تفسيرا اذ انه بدى مشوشا جدا......
تناولت الورقة و وضعتها على المنضدة و قالت بصوت خافت: "امنحني وقتا يا ديفيد حتى اشرح لك و افهمك ما يحصل انا الان مثلك مختلطة الامور برأسي يبدو انني عشت كذبة و خدعة كبيرة طيلة سنوات"
ديفيد و بتأمل: "كان العم مايكل متزوج بك؟"
اومأت و استدار هو و ذهب.

وضعت يدها على فمها و هي تتذكر تلك الرسالة المليئة بالجفاء و الكلمات الجارحة الباردة القاسية التي بعثتها يوما الى اليكس لتوضح له انها لا تريد الاستمرار معه لأنها لم تحبه يوما و لا تريد ان تحبه و ان ارتباطها كان مجرد لحظة غباء منها و انه لا يناسبها لأنهما مختلفين بكل شيء و انها تكن في قلبها حبا لرجل اخر و تود ان تكمل معه.......و انه لو يمتلك الكرامة او كان رجلا حقا عليه ان يتركها دون مشاكل و بهدوء لأن لا فائدة من أي تصرف اخر سوى انهاء العلاقة و ان الايام التي امضتها برفقته اشعرتها دائما بالاختناق و انها كانت تسايره رغما عنها حتى لا تجرحه و انهت الرسالة و وضعت اسمها و توقيعها دون ذكر أي شيء يدل على ان هذه الرسالة مخصصة لاليكس...............................

تذكرت الوقت الذي كتبت فيه الرسالة كانت قد تعرفت حينها بمايكل و كانت بينهما علاقة حب جدية و تذكرت كيف كان شعورها و اضطرابها و هي تكتب الرسالة لأنها كانت خائفة من تمسك اليكس بها و حدوث مشاكل و كانت خائفة من مواجهته وجها لوجه لذلك تركتها له مع والدتها و ذهبت برحلة ليومين مع مايكل اتفقا خلالها على الزواج بعد ان شرح لها ظروفه مع عائلته و كيف ترك بيته و قرر ان ينفصل عنهم الى الابد و يعيش حياة خاصة به.
عندما عادت اكدت لها اميليا انها اوصلت الرسالة له و لم تراه بعد ذلك.

و عندما تزوجت مايكل تهجم عليهم اليكس و كان................. قطبت جبينها و هي تتذكر ردة فعل اليكس الغريبة يوم زواجهما و كيف تشاجر مع مايكل و قد افسد ليلة زفافهما و تركها مايكل و امضى الليلة خارجا.
و منذ ذلك اليوم و المشاكل بدأت و لم تنتهي حتى بعد رحيل مايكل اذ بقي اليكس يتعرض لها يوميا و يحاول استرجاعها اليه و كانت والدتها متعاطفة معه جدا.

كانت اميليا تشجعها على ترك مايكل دائما لأنها كانت اساسا غير موافقة على زواجها به.
فركت يديها بانفعال و قد بدأت اشياء كثيرة تتضح لها الان......... جاءتها الان اجابات على اسئلتها العقيمة............ بقي اليكس يطاردهما طوال فترة زواجهما و يظهر لها بكل مكان يذهبان اليه و يهدد سعادتهما و كان انتقاميا و حاقدا......... معقول اليكس بعث لمايكل بتلك الرسالة؟ من اجل الانتقام منها؟!
كان مايكل يتهمها دائما انها تعطي الفرصة لاليكس هذا و انها متسلية بتنافسهما عليها و انها نادمة على زواجها به ونادمة لأنها تركت اليكس الغني المقتدر و كانت تدافع عن نفسها بصعوبة لأنه لا يسمع و لم يقتنع و كانت تتعذب كثيرا و تقضي ليال طويلة و هو مبتعدا عنها و عندما يتصالحا تعود المأساة مجددا.

تناولت رسالته و قرأتها و ضحكت كثيرا و مزقتها ضحكت بعصبية و سخرية و هي تتذكر ردة فعلها على هذه الرسالة و مدى صدمتها و الوعكة التي اصابتها من شدة الصدمة و التي انتهت بها الى فقدان جنينها....... و الحالة النفسية و العصيبة التي مرت بها بعد ذلك........ كل هذا كان سوء فهم و خدعة؟!

ان مايكل مخطئا مازال بنظرها مذنبا لماذا تركها هكذا و دون ان يكلف نفسه بالعودة و مواجهتها بالامر؟ لكان كل شيء اتضح حينها.
الخطأ خطئها هي ايضا لماذا اكتفت برسالته تلك و اعتبرتها النهاية و لم .................
اتسعت عينيها و هي تفكر و تتذكر ......... هي اساسا لا تعلم عنوان مايكل كيف علم اليكس عنوانه و بعث الرسالة؟
اه ....... مازالت لا تفهم ما يحصل بالضبط............ منذ رحل مايكل و طيلة اشهر لم يبعث لها بأي رسالة و ساد انقطاع بينهما اذهلها و اقلقها ذلك الجفاء منه حتى وصلتها منه رسالة يتيمةّ!

والدتها مسكينة ايضا كانت مصدومة و كارهة لما فعله مايكل و هجره و خشونته انها ايضا كانت تريد ان تحررها من ذكراه......... عانت ما عانته معها و مع قصتها و تحملت الكثير.
نهضت و سارت ببطء ........ هناك حلقة مفقودة......... كيف ادرك اليكس عنوان مايكل هذا ما سيجننها.

انتهى الفصل