الفصل الثالث و العشرون..........
احمرت عينيها و احتقن وجهها و هو يتكلم عنها هكذا و كأنه ينتقدها و يسخر منها.......... و خفقت اهدابها و فتحت فمها بذهول و ضياع عندما امسك يديها و قيدهما خلفها و هو يقول و شفتيه قريبة من شفتيها الساخنتين: "لا بأس كاثرين لا داعي للحياء من نفسك انا اتفهمك و اقدر ما تشعرين به اتجاهي"
تلاحقت انفاسها و هو يمرر اصبعه على جانب وجهها و ذقنها و شعرت بسخونة انفاسه التي تلفح جبهتها و التمعت عينيه بذلك البريق الغامض الساحر و قال بنبرة تعلن عن شوق ما: "كاثرين.......... أ......."
كاد ان يقول شيئا لها الا انه توقف عن الكلام........... ابتعدت قائلة: "اتركني.......... ابتعد عن طريقي"و سارت و هي تشعر بخفقان قلبها المجنون و دمعت عينيها و هي تخطي خطوات الهرب منه و من ضعفها........ لقد فقدت الثقة بنفسها ان ما قاله عنها صحيح هي سهلة ........ سهلة.
ان الامر ليس بيدها مشاعرها تخونها و تصف الى جانبه كل شي بجسدها يخونها و يقف معه ضدها حتى كرامتها تذعن اليه و دموعها تفضحها امام عينيه و قلبها يخفق بقوة حتى يشعره بذلك...... ان الامر ليس بيدها ابدا.فجأة و هي تخطو تلك الخطوات الضائعة سحبها و حرفها عن الطريق المقصود الى طريق اخر و اجبرها على السير فيه .... قالت بانفعال: "لا يا مايكل............... لا...... يكفي "
حملها و تمسكت بصدره و كتفيه قائلة: "ما الذي تنوي فعله الان؟"ابتعد بها عن البحر و عن الخيام لتجد نفسها وحيدة معه و في نفس تلك الحديقة التي تظللها الاشجار و كانت برتقالية حمراء بفعل اشعة الشمس الموشكة على الغروب.
نزل بها على الارض و قال و هو يجلس قربها: "انا لا اتذرع بالحجج و ما اريد الوصول اليه اتصرف لأجله"اسندت يديها على الارض و قالت ببهوت: "وما الذي تريد الوصول اليه الان؟"
غمر يده بخصلات شعرها الرطب و قال بتأمل: "انا........... متعب اتعبتني طويلا"
تبادلا النظرات الصامتة و قالت بضيق: "ارجوك........ اشعر بالبرد اريد العودة........ لا يمكنك ان تجبرني على شيء .......... ان استمرار الوضع بيننا على هذا النحو خطأ و عبث و استخفاف بقصتنا معا"
هو و بتحديق و تفحص: "لكنك اخبرتني انك تحبينني اكثر من مرة و العلاقة بيننا بدت لي مميزة و المشاعر متبادلة.......... استسلمي لما تشعرين به و لا تفكري لأن التفكير او التذكر يفسد كل شيء............. لو كنت افكر بالماضي كلما اقتربت منك لما اشتهيت ان اقبلك او المسك لمسة رفيقة................ عندما اكون معك و بمفردنا اتناسى الماضي متعمدا و اتعامل معك على انك امرأة جميلة جدا قابلتها لأول مرة و اذهلتني........... كما رأيتك سابقا لأول مرة و احببنا بعضنا بصفاء نية...................... ان الامر يحير ني يا كاثرين.............. كنت تقولين لي انك مغرمة بي و عندما سافرت صدمتني بأنك لم تحبيني يوما و انك................... تشعرين بالاختناق من عشرتي و من لمساتي و عناقي و تشعرين بالملل و السأم و لا تستطيعين ان تحبيني يوما.............. و الان و بعد كل تلك السنوات اجدك تعترفين لي انك كنت مضطرة و متأملة عودتي اليك و تصارحيني بحبك و اشعر به.................... ان ما يحدث لك معي مستحيل ان يكون تمثيلا"
تحركت و امسكها و منعها عن النهوض قائلا: "لا تذهبي.......... اعدك انني لم افعل شيء بدون رضاك"
أنت تقرأ
الجرح الصامت الجزء السابع لسلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابر
Romanceنهضت اميليا و تطلعت خلال النافذة و احاطت جسدها النحيل بذراعيها ثم قالت بتوتر و ضيق: " اعلم ان ذلك صعبا عليك ............... لكن............ واجهي الامر يا كاثرين و تذكري ان قصتك مع هذا الرجل مرت عليها الاعوام .............. هذا يعني انه شيء من الماض...