الفصل السابع والعشرون

201 9 0
                                    

الفصل السابع و العشرون .........

اثناء طريق عودتها الى الشقة و في سيارة الاجرة لم تسيطر على دموعها مسحت عينيها عدة مرات و انهمرت الدموع مجددا و ديفيد ينظر اليها بحزن حتى قال: "لماذا تبكين كاثرين؟......... لأنك تركت عملك؟"
اومأت موافقة و قالت بخيبة: "نعم........... حزينة لأني تركت اصحابي و كل من احب.......... و كذلك صديقتي ليليان سترحل الى ايطاليا.......... انا متألمة"
احاطها بيديه الصغيرتين و قال بنبرة ودية: "انا حزين ايضا لأجلك و ايضا لأني سأفتقد القبطان جاك و ليليان"

عندما نزلت من سيارة الاجرة تأملت الشارع و الشقة و فكرت بوالدتها و كيف ستقابلها و عما ستتحدثان؟

فتحت اميليا الباب و عندما التقت عينيها بعيني كاثرين ساد صمت لوهلة و بدى على ملامح اميليا تعبير غريب و متفحص ثم قالت بتلهف و هي تعانقها: "اه.............. اخيرا عدتما يا لشوقي اليكما يا ولداي"
بادلتها كاثرين العناق لكن بفتور و احتضنت ديفيد قائلة: "حبيبي ليتني لم ادعك تذهب لقد بقيت وحيدة وشعرت بالكآبة و الوحشة"
دخلت كاثرين و حملت اميليا حقائبهما و ركزت بعيني كاثرين بإمعان وهي تضع الحقيبة جانبا ثم ابتسمت قائلة: "كيف كانت رحلتكما هيا حدثيني كاثرين بكل التفاصيل"

كاثرين و بنبرة عادية طبيعية و بتركيز: "لا بأس بها........ بالطبع ليس كأي رحلة ........ كانت حافلة بالمتاعب و المفاجآت"
خفقت اهداب اميليا الشقراء و قالت ببهوت: "كيف سرت الامور مع مايكل فراداي؟"
و بقيت مترقبة بحذر و بعينيها بريق عجيب........ ابتسمت كاثرين ببرود قائلة: "ليس كما كنت اتوقع........... فقد حدثت امور كثيرة يا امي.......... و ادركت بعض الامور"
راقبت يدي اميليا المتوترتين و قالت اميليا بصوت مخنوق: "لا افهم............. ماذا ادركت كاثرين؟"

كاثرين و بنبرة عادية: "مايكل تغير كثيرا و اصبح رجل اعمال بارز وبالغ الغنى....... لقد فوجئت به كان من ابرز الركاب في الرحلة........... متألق و واثق من نفسه و مليونير............. اصبح لا يتطلع الي و لم يبالي بوجودي حتى انه مرتبط بالممثلة المشهورة جوليا برنار تعرفينها انها مذهلة"

تغيرت ملامح اميليا بالتدريج اثناء كلامها و قالت و كأنها تحدث نفسها: "لا اكاد اصدق........... مليونير!"
قال ديفيد بحماس: "العم مايكل رجل رائع لقد اصبحنا صديقين و عرض حياته للخطر لإنقاذي من حادثة فضيعة.......... لقد بعث لك بتحية و سأل عنك"

شحبت اميليا و بقيت تبحث بعيني كاثرين الهادئتين عن أي تعبير اخر لكن كاثرين قالت بهدوء: "أ سنبقى نتحدث عن مايكل؟......... هيا ديفيد اذهب و استرح و انا سأستحم كما اننا نريد وجبة غداء فاخرة"
ذهب مايكل و جهاز الهاتف بيده و هي دخلت الحمام و بقيت فيه بضعة دقائق متجهمة عليها الا تفاتح والدتها بالأمر قبل ان تتأكد لأن ذلك اتهام خطير يمكن ان يجرح شعور اميليا لو تبين انه كذب.
عندما خرجت من الحمام تطلعت الى اميليا التي كانت واقفة و تتطلع عبر النافذة و تبدو شاردة الذهن.
وقفت هي امام مرآة الصالة و صففت شعرها ببطء و بين الفينة و الاخرى تتبادل مع اميليا نظرة صامتة.

الجرح الصامت الجزء السابع لسلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن