الفصل الرابع عشر

201 7 0
                                    

الفصل الرابع عشر.........

قال بنبرة تبدو جادة و هو ما زال يمسك يدها: "كنت مخطأ عندما اخبرتك ان مشاعري لم تتحرك معك و لم اشعر اتجاهك بشيء............ ادركت انني مخطأ"
اومأت بعدم اكتراث مصطنع الا انها متأثرة به و بكلامه حتى كادت ان تصدقه.......... اقترب بجلسته اكثر و قال برومانسية: "غير معقولة انت يا كاثرين.......... لا استطيع ان انساك"

تأملت عينيه و قد رق قلبها لكلماته و شعرت لوهلة انها اخطأت و تسرعت عندما طلبت من جاك الارتباط انها تعشق هذا الرجل بجنون........... لكنها لم تثق به و تخشى منه كثيرا ان ما يفعله و يقوله مجرد كذب و مراوغة انه يمثل عليها دور العاشق ليوقعها معه مجددا و يسخر من مشاعرها.

قالت بضيق: "لكنك لا تحب ان تسمع مني ما اردت ان اقوله لك........... لا تريد ان تعلم حقيقة ما حصل سابقا"

ابعد بصره و داعب وجه الطفل الناصع البياض و شعرت بفتور يده على كفها.
قالت بتبرير: "لا اريد ان اجبرك على سماعي لكن فقط اود ان تعرف اني........... لست سيئة كما تظن"

قال ببرود: "اسدي لي معروفا يا كاثرين و اسكتي......... لم اعد اهتم للماضي........ ومهما قلت هذا شأنك.......... لا يهمني كيف كنت تفكرين سابقا"

هي و بنبرة متخاذلة: "حسنا................ لكن اعلم اني منتظرة يوما تأتي الي و تريد الاستفسار عما كنت اريد ان اوضحه لك"
ابعد يده و قال بعدم اكتراث: "حسنا حينها قولي ما عندك"
و ساد صمت بينهما و بقيت تتأمل شكله الجذاب تحت الضوء الخافت و ملامحه الجميلة........ ودت ان تقول له احبك كثيرا و اريد ان نعود كما كنا زوجين و تنسى كل شيء و تبدأ معه من جديد....... لكن هي تعلم ان الاوان قد فات و اعترافها لن يجدي نفعا بل سيشعره بالغرور و الزهو.
قالت فجأة: "ضيعت علي فرصة ان اكون اما"

تطلع بها و قال ببرود و استنكار: "نعم؟.......... من اجبرك على الاجهاض؟......... هذا ان كنت اجهضت فعلا......... لماذا تحدثيني عن الطفل دائما و ما شأني انا؟............ يا ابنة اميليا لست مسئول عما حدث........... طفلك ما كان يجب ان يولد"
قالت بانفعال و اغرورقت عينيها بالدموع: "انت مريض حقا بالشك"
قال بصوت يبدو هادئا لكن يده القاسية التي جذبت عنقها ليقرب وجهها من وجهه كثيرا لا تدل على هدوئه: "مريض بالشك؟......... عبارة مألوفة لدي......... هذا كلام امك"
قالت و هي تحاول ان تبعد وجهها عنه: "كفى لا تلمسني"
الصق وجهها بوجهه و ساد صمت اعقبته قبلة حميمة جدا..
شعرت بضربات قلبها تتسارع و هي تراقبه يسير مبتعدا حتى اختفى وسط الظلام .........

عند طلوع الفجر واشتداد برودة الصباح سارت و هي تتطلع الى المخيمات و شعرت بالدوار....... وقفت عند خيمة اهل الطفل و الاب و الام عجزا عن شكرها و الامتنان لها و امسكت الام يدها قائلة: "لولا ما فعلته يا انسة لحصل لي شيئا كنت منهارة........... هذا كثيرا جدا"

الجرح الصامت الجزء السابع لسلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن