إنّهُ كُتلة بَشرَية عاجِزةٌ تماماً، ما كان ذِلكَ العَجز يوَماً بعِضو أو حَاسّة فقَد صَنَعَهُ رَبهُ فاضِياً مِمّا أيّ ما يُعابَ بهِ المَرء خُلُقياً بل عَلى غِرار ذَلِك صَورَهُ و نَفخَ بهِ رَوِحَه فَتصَيرَ أُنسياً فاحِشَ الجَمال، وَهبهُ رَبهُ وَجهٌ بَدريٌ مُلفِتْ جَسَدٌ مُتوازِنٌ فاتِن.
و لإِنَّ إحِدى االاختِباراتْ الإلَهية هيَ المَظاهِر التي تَقودْ الى الهَوي في شَبكةِ الهِيام و الثِقة المُفرَطة و شَراكةِ الأَسرارِ مِن الوَهلةِ الأُولَى، كانَ سونغهون اختِبارٌ يُعجعِجْ حَيوات ساكِنيّ قُصورِ مَمالِك أيطاليا و هُم غافِلونَ تَماماَ، فَقدْ خُلِقَ مَع هذا الجَمال البَادي مَلامِحٌ ناعِسة أغاشَتْ الَروحُ الياقِظة بِالمُعاناةِ دَاخِله، سونغهون الوَسيم البارِد مَريضٌ بِمُتلازِمة أضطِرَاب الكَرب التَالي لِلرَضِح .
سَيءٌ بشَخبطةِ تعبيرٍ ما عَلى لوحةِ وَجهه، إنَْهُ سيءٌ بِعدَدِ المُتَملقين الذيَن أجادوا رَسمَ تَعابير كاذِبة بِفُرشاةٍ شَعرِ الماعِز ، نَظرَاتهُ المُحيرة تُقرَأ صارمة ، نَبضَهُ الأَخير يُسمَع مُوسِيقى الروك الصاخِبة .
رُغمَ كُلَ هذهِ الخُدوش الدَاخلية فيه، مازلَ أَميرٌ مُؤَهَل يَفهَم ويُفهَم بأمورِ رَعيتهِ ، يَسأََل ويَهتَم، يَصنعْ الكثير و الكثير لأجلِهم مُراعياً لِمشاعِر الجَميع حَوله، و كيفَ لِمَريض مُتلازِمة أضطِرَاب الكَرب التَالي لِلرَضِح أَن يَفقه ماهية المَشاعِر التي تَغدو أمام ناظرَيه مُعادلةً كيمائية؟!
و مَن عَساهُ غيرَ الأُم يتقبل و يَفهم الوليد بِعَيب منذُ مراحلِ تكوينهِ داخِلَ أحشائِها حَتى جَنازَتهِ إنّ سَبقَتْ خاصَتها.ناحيةَ والدَته ألتفتَ وَجه سونغهون، كانتْ سوادويتَاه تَبعثْ موجاتٌ حائِرَة غيرَ مرئية سِوى لأُمِه التي سُرعانَ ما أستَلَمتها، جَلستْ الى جوارِه و التَقطَتْ كفهِ الباردة لِتُخبأها أسفل الطارف الجانبي لِفستانِها العَريض و الذي كان يستقر الى جانِبها صانعاً حيز بينَها و بينَ ولدَها.
لَرُبما لَاحتْ للجميع نيةَ هونلين مِن هذهِ الحركة هيَ أشعَالِ شُعلَة دِفء بيدِ الأمير المُتجمِدة الا أنها كانَتْ تملك نية مغايرة عن ذلك تماماً؛ فقد كانَتْ تُشعَلْ نارَ الثِقة في غَوْره .
أنت تقرأ
Carnival Of Dazzling Night |كـرنـفـال الـليـلـة المـبـهـرة
Historical Fictionلَيسَ كَما لَو إنهُم يَكُفّوا عَن القَتلِ في الزَمنِ بينَ كَرنفَال الَليلة المُبهِرة السَنوِي و الآخَر، إلا إنَ مَنظَر إنحِزازِ عُنقٍ بَريءٍ بِنظراتٍ لا تُلام و لا تَضجُ و لا تَشفِق، كَم يُبرِد أحَاسيسَهُم المُستبِدة و يُروقَها. تَروَي هَذه الرَوا...