مُنذُ اُسبُوعَانِ أَرادَ الإِقبَال عَلى وادِي الصَرائِح مُنذُ أَن أَخذَ مَزاجَهُ يَتأَرجَح، و فِي غَابةِ تَفكِيرهِ تَداخَل الضَباب و بَاتَ جَسدَهُ يُعطِيه أَقلَ إِستِجَابةٍ لِإيعازَات رُوحِه، هَذهِ العَلائِم لَيستْ بِغريبَةٍ عَلى فَاقِدٍ مِثلَ سانغوون .
أَمرَ الخادِمةِ بِتَجهِيز رِباط عُنقِه الذِي أَهدَتهُ لَها فَقيدَتهُ التِي لَفّ اللُبلاب قَبرَها، و مِن جَيبِ المِعطَف الصُوفِي إَقتَلع المِندِيل القُماشِي لِيمَرره عَلى وَجنتَاه ذاتْ العظَام الحَادَة.
فَقد تَركتْ عِيونَهُ دُموعَاً قِلال لَيسَ صُغراً بِحجِمهَا بَل إِنهُ جَرحٌ بَاتَت السِنين تَضمُرهُ فَليسَ هُناكَ مَا يُجدِده أَو يُعيدُ نَزِيفَه، شَعرُه القَصِيرُ كَان قَادِراً عَلى كَسوِ مَلامِحهُ حَتى نَصفَ أَنفِه الذِي وَرثَ نَحتُه مِنهَا، و أَيدِيه الرَفيعَة كَانتْ تَحمِلُ زُهورَ الزَعفَران لِتَحُط بِهم عَلى تُرابِها.
" يا رب أرواح عبيدكَ الذين غادروا هذه الحياة الحاضِرة ليأتُوا إليكَ،امنحهم الراحة و ضعهم فِي مساكن النُور، بيوتِ الأَرواح المُباركة..
امنحهم الحياة التِي لَن تتَقدم فِي العُمر ، الأَشياء الجَيدة التِي لَن تَزول ، المَسرّات التي ليَس لهَا نِهاية"خَتمَ سانغوون دُعَائَه لكِنَ مَا شَدهُ هُو صوتٌ دَعسِ أَوراقٍ مُتيَبسة و حِينَ أَبصَر تَفرقَعت أَفكَارُه فِي رأَسِه فَقد كَان هُناكَ فَتى يَجثُو كمجثَاهُ هَذا لكِن قِبالَة شَجرَة! و كَان عُنقهُ يَنحنِي للأَسْفَل بَينمَا تَتداخَل صَوابِعهُ فِيما بَينها و الدمَوعُ هِماراً ، كَان هَذا الفَتى يَتعبَد أَمامَ شَجرة!و يالَ هَولِ هَذا!
و مَا زادَ مِن جُحوظِ أَعيُنِ سانغوون هُو إِرتِجاجُ أفرُعِ الشَجَرة أَثَر عِناقِ ذَاكَ الفَتى لِجذعِها الجَفِيف، فَحمَل عَن الفَتى بَصرهُ و عادَ لِيُخاطِب شَاخِص قَبرِ أُمه.
"أُماهُ، إِنهُ الزَعفَرانُ اليَافِع كَعيناكِ التِي مازَالت مِن ذِكرايّ، كَكُل عامٍ فِي هَذا اليَوم آتِي هُنا لِأُجدِد حَنينِي."
و عَلى الرُغمِ مِن إِنَهُ يُحادِثُ القَبر الذِي تَاقَهُ لكِن عَيناهُ مَا تَلبُث إِلا وَتعُودُ لِتأَخُذ لَمحةً مِن مَنظر عابِد الشَجَرة كَما سَمّاهُ .
أنت تقرأ
Carnival Of Dazzling Night |كـرنـفـال الـليـلـة المـبـهـرة
Historical Fictionلَيسَ كَما لَو إنهُم يَكُفّوا عَن القَتلِ في الزَمنِ بينَ كَرنفَال الَليلة المُبهِرة السَنوِي و الآخَر، إلا إنَ مَنظَر إنحِزازِ عُنقٍ بَريءٍ بِنظراتٍ لا تُلام و لا تَضجُ و لا تَشفِق، كَم يُبرِد أحَاسيسَهُم المُستبِدة و يُروقَها. تَروَي هَذه الرَوا...