لَيلَةُ الكرنڤال أَطالَتْ بِتأمُلِها مَشاهِد العاطِفَة المُرهَفة فبعّد مَشهَد عائِلَة لورين إذ يبتدِي مَشهَد العَريسَين مُنذُ عَام، فَفقَدَتْ اللَيلَة طَبعُها الذي لا يُطيلُ الكَلام و تَغنَتْ بِوَزيرِ العَدل دوكيوم و زَوجَتِه فلورا اللَذان رَفعَا أقنّعَتيهُما.
حّيَا الإِمبِراطور أنتونيو في وَسطِ أَنظارُ حاكِمّاتْ العُروش الحَاسِدَة لِطريقتِه الشَفوِق بِمَسكِ أصابِع يَدِها التَرِفَة لِيستَقِر بجانِب الإِمبِراطور و يَكتَمِّل بِذلِك الخَط الأَعلى لِأدارَة الكرنڤال.
و لكِن تَأمُلُها هذا ما طالَ كمّا ظَنتْ فَتَسلْلَ لِروح اللَيلَة الشُعُورُ الزَائِد بِالتَعَاطُف، و إِندسَّتْ بينَ أفكارِها العاطِفيّة أفكارٌ بَديهِيّة و عَمّيقَة، فَخَالَجها إِحساسٌ ضرَّبَ المُستَوى العَالي مِنَ الوَعِي الذَاتي و كَأنّهُ يَستَحِث بِها الرَغبَة بِالإنفِتاح عَلى مُغامراتٍ جَديّدة معَ مَهارَاتِ قَويّة في مُجابَهةِ أي مُشكلةٍ قَد تُعرقِل مَسراها.
أدرَكَتْ اللَيلَة المُبهِرَة كيفَ إنتشلَتْ هذهِ الخِصال فَقَد إِنْخَرَطَ إِلى صُفوفِ الحُضورِ المَلِك بومقيو ساڤو ، المَلِك ذو الوَجه الأَغَرّ و الشَعرِ الطَويّل الذيْ تَجبُرُ الحُشود ذواتِها عَلى الإمتِناعِ عَن التَكَلُّم فورَ حُظورِه فَمَن يَرَى مَلِكاً فَتيّاً و بِحُسنهِ و تَأتِيهِ الجُمَل!
تَبَسَمّتْ ليلةُ الكرنَڤال مُغرمَةً و مُسالِمّة، مُدرِكَة إِنَّ مالِك عَرشُ سَردينيا لا يُغايّر مُلوك الصُقليّة و نابولّي في مَظهرهِ اليّافِع فقَط بَلْ هُنالِكَ بَونٌ شاسِع بينَهُم و بَينِه؛ فقَد بَرُزَ في مُحياه حُبٌ مُختلِف لَم يَشبه ما سَبَقَه مِن المِلوك حُبُ القِراءة و اِسْتِجْلاَء الغُبرَة عَمّا جَهَل.
إِنْتَسَبَتْ مَحاسِنٌ جَمّة إلى قَمَرِ سَردينيا الذيْ لا يَشوب ضَوئَهُ شائِبَة خِداع أَو مُنافَقة، بومقيو ساڤو ذو الأثنَين و العِشرينَ رَبيعَاً تَألفَتْ فيهِ بَدائعُ لمْ تكُن تَتألفُ فِي نَظَائِرِه بِالعُمر، تَلَّقى دُروسٌ عَلى يَد أفضلُ العقول وأكثَرِهِم حِكمّة فِي تَجنُّب الوُقُوعِ في فَخِّ الإِعتِقاد بأنَّهم يَفهَمّون الأُمور الَتِي فِي الحَقيّقَة لا يَفهَمُونَها.
أنت تقرأ
Carnival Of Dazzling Night |كـرنـفـال الـليـلـة المـبـهـرة
Ficção Históricaلَيسَ كَما لَو إنهُم يَكُفّوا عَن القَتلِ في الزَمنِ بينَ كَرنفَال الَليلة المُبهِرة السَنوِي و الآخَر، إلا إنَ مَنظَر إنحِزازِ عُنقٍ بَريءٍ بِنظراتٍ لا تُلام و لا تَضجُ و لا تَشفِق، كَم يُبرِد أحَاسيسَهُم المُستبِدة و يُروقَها. تَروَي هَذه الرَوا...