Pt21:إنقاذٌ مَعيني

71 11 59
                                    

إِستَندَتْ الأُم عَلى كِفِ يَدِها اليُسرَى لِتَعتَدِل في جَلسَتِها، بِطارفِ عَينَها أَشارَتْ لِإبنَتِها بِضَرورةِ إقدامِ ما يُوجِب الضِيافَة،رُغمَ مُمانَعَتِهُما المُستَميتة إلا إنَّ نَبرةِ صوتِها المُلِحَة بالبَقاء ثبَطَتْ كُلُ رَغباتْ الخُروج، ن...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إِستَندَتْ الأُم عَلى كِفِ يَدِها اليُسرَى لِتَعتَدِل في جَلسَتِها، بِطارفِ عَينَها أَشارَتْ لِإبنَتِها بِضَرورةِ إقدامِ ما يُوجِب الضِيافَة،رُغمَ مُمانَعَتِهُما المُستَميتة إلا إنَّ نَبرةِ صوتِها المُلِحَة بالبَقاء ثبَطَتْ كُلُ رَغباتْ الخُروج، نَبرَتُها الحَنون المَنسيَة في مَسامِعهُما.

الأُم تَجتلِس فَي وَسَط الأَريكَة و عَلى يَسارِها ساكِنُ نيس و عَلى يَمينَها الطَبيب الصَغير، قَصَتْ قِصَة عِلَّتِها و بتَدأَتْ حينَ بَرزَ كيسٌ بَدا لَها بَثرَة صَغيرَة مُندَمِلَة في ساقِها فكانَ للِطَبيب رأيٌ مُغاير عَن ظَنِها، فَالكَشِف أَدلى بِوجودِ غُدَةٍ سَامة لُزِمَّ بَترَ الساق لِأجلِ إستئصالِ الغُدة .

صابَتْ مُقلتيهُما بِجحوظٍ ناحيَةِ ساقِها إلا إنّها ما زَالَتْ هُناك تَتصِل بِجسدِها، رَفعَتْ ذِقنيّ جيك و الطَبيب نيكي المُنخَفِضَة بسبابَتيها و صارحَتهُما حيالَ قَرارِها بعدَم الإمتِثالِ لأَوامِر الطَبيب، بدأَتْ تَسرِد بالتَفصيل إنَّ في عِهدَتِها فابيا و هي بِنتٌ بِالثالَثةِ عَشَر ربيعاً الآن كانَت تُحاذي التَسعَةُ سِنين آنذاك.

عَزمَتْ أَنّ تَرعى صَغيرتِها و تَخرُج مَشياً عَلى قَدَمِها تَقتلِع الصَخر و تُخرِج مِن تَحتِه قوتاً لها ، عمَلتْ طَباخَة عِندَ آنِسة نَبيلَة و أَخيها الذي يَترِكها وَحدها مُنذَ إِنفلاج الصُبح و يعودَ عِندَ تَلاشيه، لِذا إشترَط أَن تطبُخِ الطباخَة ثَلاث وَجباتٍ للآنِسة يوَمياً ثُم تُغادِر المَنزِل لِتعاوِد الفِعل عَينِه في اليَوم التالي.

تَعاظَمّتْ لَديها تِلكَ المَشاعِر التي تُخالِط أرواحْ الأُمهَات المَرضى حَتى مَهنَتْ ما لا تَستطِع حاشيةٌ مِن الخادِماتْ فِعله لِكي يكنوا لَها ثِقةٌ مُستديَمَة، ثِقةٌ تَضمُن بِها وَظيفَة إبنَتها إذا ما رَحلَتْ، و بَعدَما مَرَتْ تُلكُم السَنواتْ التي إشتِغلَتْ فيها الأم بِشَكِيمَة و إنتَشَر الوَرَم بِقَدمِها حانَ ميعَاد إبِنتَها لِتحُل مَحلَها.

إستَدارَتْ الأُم ناحيةَ إبنَتها لِتَستَكمِل فابيا القِصة، تَحشرجَتْ نَبرَتها قَليلاً قبلَ أن تَنطلِق بِسردِ التَفاصيل التي تَجهلِها والِدتَها أيضاً :

Carnival Of Dazzling Night |كـرنـفـال الـليـلـة المـبـهـرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن