لَيسَ كَما لَو إنهُم يَكُفّوا عَن القَتلِ في الزَمنِ بينَ كَرنفَال الَليلة المُبهِرة السَنوِي و الآخَر، إلا إنَ مَنظَر إنحِزازِ عُنقٍ بَريءٍ بِنظراتٍ لا تُلام و لا تَضجُ و لا تَشفِق، كَم يُبرِد أحَاسيسَهُم المُستبِدة و يُروقَها.
تَروَي هَذه الرَوا...
فَتَمتَد في الطُرقات مَوائِدٌ يَجلُس عَلى مَقاعِدَها الدُوقَات و العَبيد ، و بِغِيةَ التَخفِيف مِن حِدَة المَّوقِف الغَيرُ المُعتَاد تَزَيَّا الجَميعُ بِالأقنِعة و بِذا وِلِدَ الكَرنَڤال مِن حَفلَة تَنَكُرية، تَدَثَّرَتْ المَلامِح بالأَقنِعَة مِن الدّوق حَتى آخِر خادِم.
فأمَسَى لَيلِ الرابِع من ديسَمبر و الجَميّع مُتَساوون في المَظهَر، لا طالِب دين و لا طَالبُ عِلم لا مَلِك و لا مُتَسوِل، لا سَيدّة نَبيَلة ولا بائِعَة في السُوق، لا مُحقِق ولا مُهرِج ولا خَيّاط ولا حَتَّى غَريبٌ و أَجَنَبي.