تَبهرجَتْ سردينيا الجَميلةُ بِتدرُجَاتِ الأَلوان الزَاهِية و أَعتَلتْ القُبَب الرَمادِية مِئاتْ الشَمعدانَات شُموعًا أتحدَتْ بِدحَر الظَلامِ عَن الأَجوَاء واقِعيًا و مَجازِيًا.
فَقد تَركَ السَردِينيون جُدرانَ مَنازِلهُم و إِتجَهوا حَيثمَا يَمُدُ المَلكِ الصَغيرُ مَائِدتَهُ عَلى شَرفِ أَبِيه، سَاحَةُ المَدِينة.
عَمتْ السَماء أَضاحِيكَهُم و إبتِسَاماتَهُم الوِدية، بَعضهُم يُلقِي النُكَات و إثنَانِ يَرقُصَان عَلى تَتالي نُوتَات الكَمان السَريعَة و بَينهُم يَعبِروا الأَطفَال لِيتحَملوا بِالأطعِمة لأُمهاتِهم و أَخوَاتِهم.
فَي نَفْسَ بومِقيو يَا حبذَا لَو تَكثُر المَحافِل المُماثِلة لِيَوم المَوتى، حَيثُ يَرى شَعبَهُ يَسمُروا تَحتَ ظِله و ذِكرَى والِدَهُ عَلى أَلسِنتهم و لِذا يُفضِل اليَوم هَذا هو يَوم عَيد الموتى عَلى كَرنفالِ اللَيلة المُبهِرة.
فَكُل مَن فِي المَملكَةِ الصَغيرَة يُقبِل لِيتنَاول مِن الطَعامِ على رُوح مَلكِهم السَابِق و لا يُخفَى إِنَ ثُلةً مِنهُم تُقبِل لِإستِطعَام أَطايبِ الطَعامِ مِن هُناك، لِخبرَة و رُفعِ ذَوق الأَميرَة وينتر؛ فَهي المُشرِفة عَلى مُحتويَاتِ سِفرتهم هَذه.
إذ تَحرِصُ عَلى أَن تَكُونَ مَائِدة عَائلة سافو مَصدرُ الوَصفَاتِ الجَديدَة فِي سَردينيا، بِطَبخاتِها تُجدِد النِسَاء مَوائِدهُن كُل عَام، و مِن الجَدير بِالذكر إِن ذَلك قَد يَكونُ سَبب قُدوم بَعضِ النِساء للسُفرة.
إِن الإشرَافَ رَاقيٌ لَكِن النُدرَةَ تَكُن بِالأيادِي العَامِلة مِن أَصغَرهِم جايجاي إِلى أقدَمهُم تَواجُدًا إيجو، الذِي كَتبَ مُنذُ عَامَان أَولَ كِتابٍ يَتحدَثُ عَن الكِيانَ الإيطَالي فِي الأَطعِمة بَدِون أَي طَبقٍ فَرنسَي.
و مَا جَذبَ رَبّات المَنازِل لِشَرائِه، إِنَ تِلكَ الأَطبَاق تُناسِب أَيَ أُسرةٍ مُتواضِعةَ و أَي شِيفٍ مَلكي، كَما و أَدلَّ رَئيسُ الخَدمِ و الطَباخِين إيجُو إِنَ لَذة طَعام لا تَعتمِدُ عَلى كَمية المُكوِنات إنمَا جَودَتهُا و تَزيينُ الطَبق، و هُنا صَنعَ إِنقِلابَةً فِي الطَعامِ الإيطَالي..
أنت تقرأ
Carnival Of Dazzling Night |كـرنـفـال الـليـلـة المـبـهـرة
Historical Fictionلَيسَ كَما لَو إنهُم يَكُفّوا عَن القَتلِ في الزَمنِ بينَ كَرنفَال الَليلة المُبهِرة السَنوِي و الآخَر، إلا إنَ مَنظَر إنحِزازِ عُنقٍ بَريءٍ بِنظراتٍ لا تُلام و لا تَضجُ و لا تَشفِق، كَم يُبرِد أحَاسيسَهُم المُستبِدة و يُروقَها. تَروَي هَذه الرَوا...