{في كرنڤال نابولي }
بَعد أَن تَراصَفت ثُنائِياتُ الأزوَاجِ الرَاقِصة بَدأوا يَخطُون خُطوَاتٍ سَلِسةً ووَاسِعةً بِأتِجَاه مَركَز القَاعة و فِي الخَلفِ يَعمَل الكَمان عَلى قَلبِ الأَجوَاء لِكيمياءٍ خَجِلة بَينهُم.
تقَربتْ خُطوط الرَاقِصينَ المُقَنعِين مِن بعضهِم مُشكِلينَ دائِرتَينِ كَبيرتَين عِندَ مرأَى عَينيّ الإِمبِراطُور،هَذهِ هِي البِداية الحَقيقِية لِلفورنيلَا، الرَقصة الرَسمِية لِكرنڤَال اللَيلة المُبهِرة.
ثُمَّ بِلا تَأنِي ينسَابُ الكَمانُ بِشكلٍ مُبهِج يُماثِل المَنظَر الخَارجِي لِدوائِر الرَاقِصين الذِينَ أخذُوا بِالقَفزِ عَلى أحدِ القَدمَينِ بِالتنَاوُب و تَتساندُ الثَنائِيات عَبر الكُفوف المُتعانِقة بِدقَة.
ينظُر بَعض الأشخَاصِ الخَارجِيين عَلى إِنهَا رَقصةٌ هَزيلةّ و مُخجِلة لكِن الأَقنِعةُ تُبلِي بلاءًا جيدًا فِي غسِلُ مَعها القِيمُ و الأخلاقِيات.
فمِن المُمكن أن تطُول مُلامَساتُ الأيدِي إلى إشَاراتِ تواقُحٍ مَع بَسمَاتٍ تَحكِيها العُيونُ إِن كَانتِ الشِفاهُ غَير ظَاهِرةٍ، و هنَاك هَمسَاتُ من بَعضِ السادَةِ كَانت تَجعلُ الغَادَات يحمّرَن خجلًا، وفي حالا تٍ أخرَى يظهِرنَّ بعض الغادَات الحَياءُ المُصطنَع مِما يُسَببَّ التَجشُؤ لِلرجَال.
كانتِ القاعةُ تزدانُ بِمشَهد الرَاقِصينَ الفَخِم الذِي إِستحضرُ أجواءَ الحضارةِ الرومانسيةِ القديمةِ مَع حَركات الراقَصين المُتنَاغمَة بِشكلِ دوائَر كبَيرة مَع قَفزَات.
رَفرفَت جُفون عَيّنا هيلينا حَالما مَلأ الهوَاء رِئتيّها ، لَيتَ الأيَام تَحلُو فَتَتصَيرُ كَحلاوَة هَذا السَمر العَظِيم.
بَعيدًا عَن حَقيقَة إِنَ فِي هَذا الكَرنڤال تَتجَردُ مِن حُدودِها كَأميرَة فَتَأكُل بِالشَراهة التِي تتمَناهَا و تفكُ مَشد خِصرهَا الخَانِق، حَتى إِنهَا قادِرةُ عَلى خَلعِ مَا تَنتعِل لَو أحبَتْ.
أكثَرُ مَا يُحبِب هَذه اللَيلة هِي إِن وَقتهَا يُملئ بِسوبين لا سِواه، رجُلها الذِي لا يَطيلُ أمرُ زواجِهما أحلامَها حَتى، أنِيس فؤادَها الذِي لا يَعرِفُ أحدًا إِنهُ كَذلِك سِواهُما و وَصِيفتِها وكُل مَا ألفَى مَحلُه فِي السُوق.
سوبين الرَجل الذِي رأتْ بِه كُل مَا لا يُعاب، و عُيوبُها لَم تَكُن مَرئية فِي بَصرِه لَيس خَوفًا مِن لَقبِها كَأميرَة ولا طَاعةً لِطمعهِ فِي جَاهِها بَل لِأن بَصيرَتهُ أهامَتْ بَصرُه فِيهَا عُشقًا.
أنت تقرأ
Carnival Of Dazzling Night |كـرنـفـال الـليـلـة المـبـهـرة
Narrativa Storicaلَيسَ كَما لَو إنهُم يَكُفّوا عَن القَتلِ في الزَمنِ بينَ كَرنفَال الَليلة المُبهِرة السَنوِي و الآخَر، إلا إنَ مَنظَر إنحِزازِ عُنقٍ بَريءٍ بِنظراتٍ لا تُلام و لا تَضجُ و لا تَشفِق، كَم يُبرِد أحَاسيسَهُم المُستبِدة و يُروقَها. تَروَي هَذه الرَوا...
