البارت ال ٣٧

81.8K 1.4K 363
                                    

:

كان يصارع بينه وبين نفسه لين قرر و مسك جواله و أتصل ..
شافه رقم دولي و من السعودية و لأول مرة في حياته مع أنه تجيه
اتصالات كثيرة يدق قلبه كذا رد ع الجوال ..
سعود : ألوو ..
مع أنه صوته كبر مع عمره إلا أنه عرفه على طول ..
جمال : سعود ..
سعود أنتفض لما سمع صوته النبرة نفسها ، كان جالس في مكتبه مانع أي
أحد يدخل أنربط لسانه و ما قدر يرد ..
فرق التوقيت بينهم كان كبير ـ جمال كان جالس على سريره يقرأ كتاب
أجتاحه وجع في قلبه لما سمع صوته و بدت ترجف أطرافه ، صدق أنه ما نساه
بس توقع أنه مستحيل بيلتقي فيه من جديد أو حتى يسمع صوته لذا ما هيأ
نفسه من قبل ..
جمال بصوت كله حنان : كيف حالك ؟
سعود إللي كان لابس نظارة طبية رفعها من على عينه و بدا يفرك عيونه ما دمعت
بس حس بحرارة فيها رد عليه رد ما توقعه : حالي من حالك ..
جمال إللي كان قلبه على طرف نزلت دمعته : تدري شنو حالي ؟
سعود حس من جملة جمال الثانية أن صوته تغير أنقبض قلبه معقولة
بدا يصيح ؟
سعود بغصة : شنو حالك ؟
جمال بعد الجوال عنه دموعه إللي أنزلت خلبطت أنفاسه إذا تكلم أكثر بينفضح
تفس بهدوء و رجع تكلم : حالي بخير إذا أنت بخير ..
سعود غمض عيونه و لساتها دمعته ما نزلت بس حس بحرارة تحرق عيونه ..
سعود : أنا بخير ..
جمال قبض يده و حطها على قبله : عساك دايم بخير ..
سعود يبي يطول الكلام معاه أكثر ما يبي يسكت و يسكر : شفت فهد ..
جمال : يشبهك ..
سعود : بالشكل بس ..
جمال و هو يمسح دموعه تذكر كلام فهد عن دفاعه عن حبه و ابتسم رغم الغصة
إللي فيه : سمعت منه عن عايلتك ، الله يحفظهم لك و يحفظك لهم ..
سعود خلاص أنهار بس كان يبي يتأكد من شي : و أنت ؟ وش كبر عايلتك ؟
جمال إللي كان جالس ع السرير أنسدح وقبض على يده أكثر و دموعه نزلت أكثر.
جمال و خلاص بان أكثر على صوته أنه يصيح : غير أخواني و عيالهم ما عندي
عايلة ...
سعود أنصدم حس الأرض أهتزت من تحته : ما عندك عيال ؟
جمال لف على جنب و هو منسدح سحب مخدة وضغط عليها : ما عندي زوجة
ع شان يصير عندي ولد ...
سعود و الحرارة إللي كانت في عيونه تحولت لدموع أنزلت بحرارة و كانت
تحرق وجهه : ش..شت..شتقول !
جمال و بدا يشهق : أ..أنا قلت لك ..قلبي ما راح ..يسكنه غيرك ما فكرت
حتى أني أحب من بعدك ... ما أبي جسم دام روحي ميته ..
سعود تقطع لألف قطعة ما تزوج و غاب عن هالدنيا وضل وحيد ، كبر بلا
سند أو ولد ضل متمسك بقلبه إللي همشه له ، الحسرة إللي عاشها بعد تركه
لجمال و توقع أنه تخطا ألمها رجعت به ..
جمال و بانت بحة صوته من بعد شهقاته و صيحته قال الكلمة و طعن فيها
سعود و سكر بعدها الخط بدون ما يسمع سعود ..
جمال : أح..أحبك ..
سعود رجع مع هالكلمة سنييين و أرتسمت له ملامح جمال إللي أنمسحت
من عقله قلبه دق بقوووة تغافل كل شي في عقله زوجته أولاده وعيالهم و كل
شي رجع لأيام صباه و حبه الأول و الأخير الإنسان إللي مهما مرت السنين
لازم يلوح طيفه عليه و يذكره ، لا إرادي كان بيرد عليه بس سمع صوت
تسكيرة الخط رجع مثل المجنون يتصل عليه من جديد مرة و ثانية و ثالثة
بس من دون أي إجابه ضلت دموعه تنزل بقوة و يضرب على صدره أقوى
تجاهل بلحظته هذي كل شي تفكيره كان كله عليه سند راسه على الطاولة
و كمل صيحته ..
عند جمال بعد ما سكر الخط ضم جواله بقوة لين بانت عروق يده من الضمة
ضل يصيح بقوة أشتاق له وحس أنه روحه بتطلع ما توقع أن كم كلمة من سعود
راح تهزه من جديد كذا ..
ــ
الساعة 6 الصباح رن منبه جواله و طفاه وجلس ع السرير يفرك عيونه
ما شبع نوم بس الدوام ألتفت له و شافه غارق في النوم و بدا يهزه بيده .
نايف : فههههد يلا أصحى الساعة 6 ..
فهد ما عبره و لا تحرك منه رمش ..
نايف سحب جواله يقرأ المحادثات و رجع له ..
نايف : يلا بوصلك المستشفى و بآخذ سيارتك أرجع البيت بسرعة أصحى ..
فهد بعد ما تحرك ، تنرفز نايف و رفع الغطاء عنه : يلا فهد ساعة يعني على
ما تصحى ..
فهد فتح عين وحده و ابتسم : شفيك تحترق كذا و إذا تأخرنا شوي ..
نايف بعصبية قام من السرير : مرة ثانية ما راح أنام هنا ليلة دوام، أحس راسي
بينفجر مدري شلون بكمل يومي ..
فهد قام بعد وسحب نايف له : شفيه حبيبي منفس اليوم ..
نايف بعد عن فهد : و لا شي بس عندي ألف شغله نسيت لاب توبي في البيت
و أحتاجه في الشغل اليوم يعني برجع البيت بتأخر ..
فهد ضم وجهه نايف : ابتسم ..
نايف و حواجبه معقودة : مو وقته فهد مالي خلق أي شي ..
فهد باس شفايف نايف : قلت لك ابتسم ..
نايف لساته متنرفز و نزل عيونه ..
فهد باس نايف مرة و مرتين و ثلاث ورى بعض : راح أكمل أكثر إذ ما ابتسمت ..
نايف بعد عن فهد : حبيبي خلاص قلت لك مالي خلق خلني أجهز ..
جا دور فهد أنه يتنرفز : نايف ..
نايف و هو يتأمل فيه شاف عصبيته : فهد بتأخر ..
فهد مسك خصره و لصقه فيه : أبتسم لي ..
نايف : سمعتني ؟ مو رايق الحين راسي بينفجر بعد خلني اجهز ..
بعد فهد عن نايف بدون أي كلمة و راح يبدل ملابسه ..
وصل فهد المستشفى و نزل من سيارة فهد لسيارته إللي كانت عند المستشفى ورجع
البيت دخل وشاف أمه جالسه على جوالها باس راسها و توه بيروح غرفته ..
أم تركي : وينك فيه ؟
نايف : نمت برى ..
أم تركي : يعني مدري أنك نايم برى ؟ وين نمت صاير مو عاجني حالك هاليومين.
نايف أستغرب : شنو ما فهتك ؟
أم تركي بحدة : دامك مو متزوج هالبيت مو فندق متى ما حبيت تنام فيه جيت
و متى ما حبيت نمت في مكان غيره ..
نايف تنرفز : شفيك اليوم يمه تبين تتهاوشين ؟ تصير لي ظروف تحدني
أبات برى ماني بزر تحاسبيني ..
أم تركي ما ردت عليه و هو إللي بدى نهاره متنرفز كملة معاه سحب لاب توبه
و طلع ..
في الشركة طلعوا من الإجتماع و مسك الجد نايف ..
الجد : أقول نايم الشركة التطويرية فريقها تحت عندهم إجتماع ثاني لما يخلصون
رح معاهم موقع البناء و شيك عليه و أنتبه لا يصير لك مثل وليد ..
نايف : إن شاء الله ..
دخل نايف مكتبه وفتح جواله ما شاف أي رسالة منه أو أتصال صابه أحباط
بس هو إللي صحى منفس اليوم ضل شوي و أتصل عليه ..
شاف فهد الأتصال بس ما رد عليه بس ضل يتأمل جواله و صورته ويبتسم ..
نايف حس أنه زعلان فرسل له رسالة ..
نايف : حبيبي ..
ابتسم أكثر فهد بس ما رد عليه ..
نايف : فهوودي ..
خق فهد و بدا يضحك بشويش ، بخليك تنذل شوي ..
نايف : أدري أنك قريتهم بس حبيبي آسف ..
فهد ضل يتأمل الرسايل و قلبه يدق مجنوون فيه بس هم ما راح يرد عليه يبي
يعذبه شوي ..
نايف : يهون عليك يعني بس خلاص قلت لك آسف حبيبي ..
توه بيرد فهد بس دخل رئيس الأطباء عنده و ضل يكلمه و طلع من عنده ..
فتح جواله وشاف كذا رسالة من نايف بعد ..
رسالة 1 : يا قلب نايف أنت رد عليّ لا تجنني ..
رسالة 2 : رد و قل أنك ما رضيت بس حسسني أنك معاي ..
رسالة 3 : بطلع الحين و يمكن أنشغل إذا حنيت و أتصلت و ما رديت ما أتجاهلك
بس مشغول ..
رسالة 4 : أحبك ..
أتصل عليه على طول بس ما رد عليه نايف ، حرك شعره و ابتسم ما سرع
ما رضيت عليه بس صدق كان معصب الصباح مالها داعي زعلتي عليه ..
ـ
أخذ راشد بنات وليد للمدرسة لأنه مآخذ إجازة ع شان يده و ما يعرف يسوق ..
كان وليد جالس في الحديقة مع جدته إللي كانت تحيك وشاح ..
وليد : جدتي ما شاء الله عليك سريعة ..
الجدة ابتسمت : تعودت و صار شي تلقائي من أصابعي ...
وليد و هو يشوف ألوان الصوف إللي عند جدته سحب لون لؤلؤي و عطاه
جدته تقدرين تسوين لي واحد ..
الجدة و هي تآخذ الصوف : من عيوني متى تبيه ؟
وليد : على راحتك أي وقت ..
الجدة : تبيه بعد 3 ساعات ..
وليد بصدمة : تقدرين ؟
الجدة : أيه أكيد ..
وليد ابتسم : أيه أجل ..
الجدة أبتسمت له و بدت تشتغل فيه ..
ــ
كانوا يضحكون بصوت شبه عالي و هم ماشين في الممر و لافتين أنتباه
إللي حولهم وقف قبالهم ..
أبو جراح : عساها دايمه هالصحبه ..
ساري أستحى : أهلين عمي ..
أبو جراح : جيت ع شان تقرير النتايج كان جبت أي موظف ..
ساري : لا عادي جيت اسأل الأستاذ جراح بعد كم سؤال ..
أبو جراح : يلا أخليكم ، و أنت جراح أكرم ضيفنا ..
مشى أبو جراح و سحب جراح ساري له : وش تبيني أكرمك ؟ آمر تدلل ..
ساري أستحى لأن الموظفين كان يمرون من جنبهم ، بعد شوي عن جراح ..
ساري : شتسوي ..
جراح و هو يهمس لساري : كفاية أنك ما نيمتنا في البحرين ع شان الشغل
تبيني بعد ما آخذ راحتي فيك ..
ساري أحمرت أذنه من همس جراح : يلا حبيبي برجع الشركة ..
جراح رفع يده يحرك شعر ساري من ورى : طيب بشتاق لك ...
ساري دق قلبه و بعد عن جراح و ابتسم له : و أنا أكثر ..
طلع ساري من الشركة و عيون جراح عليه ، من أعترفوا لبعض و حس أن
الحياة غير مو شغل و مصالح بس ...
ــ
كان يدور عنه و ما شافه و مسك موظف ..
أبو تركي : وين الأستاذ نايف ؟
الموظف : على ما أظن راح مع الفريق التطويري للشركة الثانية ..
أبو تركي : ركب معاهم يعني ؟
الموظف : أيه راحوا بباص مع معداتهم ..
أبو تركي : اهاا ..
راح لمكتب أبوه و شاف اخوه أبو وليد بعد جالس و جلس جنبهم ..
الجد : كنت أكلم أخوك الحين نزيد رواتب الموظفين 50% الشهر الجاي
بمناسبة شفاء راشد ..
أبو تركي : أيه يستاهلون ..
الجد : و مزرعتنا الكبيرة إللي في الخبر راح نقضي فيها يومين الإجازة
الأسبوعية ..
أبو وليد : شرايك نعزم عيال عمي و عايلاتهم ..
الجد ابتسم : ايه من جا راكان لحياتهم و هم لينين معانا .
ضلوا يسلفون لين دخل عليهم السكرتير مفجوع ..
السكرتير و باين أنه مخضوض : فجيعه صارت ..
وقفت قلوبهم الجد وقف بصدمة : شفييكك ؟ شنو صار ؟
السكرتير : الباص تبع الشركة التطويرية سوا حادث ..
أبو تركي وقف : شنووو ؟
السكرتير : وصلني الخير الحين أنقلب بشكل مخيف و شكله في ناس ماتت ..
أبو تركي جلس من هول الصدمة : ناااايف ..
أبو وليد : نايف معاهم ..
الجد وهو يمشي : ايه ايه معاهم يا رب سترك ..
ــ
كان في قسم الطوارئ يسولف مع فيصل إللي كان يسوي جولة ع المرضى ..
فيصل : هههههه هذي فايدة أنك طبيب أسنان ثلاثة أرباع وقتك فاضي ..
فهد و هو يشرب كوفي : أجل دكتور أعصاب يرحم أمك راسي يعورني ..
وصلهم صوت الأنذار أنها حالة شديدة و صارت حالة أستنفار في القسم ..
فهد : الله يستر ..
فيصل و هو يتوجه للبوابة و هم يدخلون المصابين إللي كانت حالتهم صعبة
الدم مغطيهم وبعضهم أعضاءهم مقصوصة ، تحرك فهد بيطلع من القسم
بس جا أتصال من عمه رد عليه ..
فهد : هلا عمي ..
أبو وليد و مبين على صوته أنه مفجوع : فهههههد جاكم مصابين حادث ؟؟
فهد و هو يطالع فيهم : ايه لا حول و لا قوة إلا بالله ..
أبو وليد بصوت عالي : نااايف شيك عليه ..
فهد جمد مكانه مو مستوعب : شنو ؟
أبو وليد : ولد عمك يا فهد معاهم شفه ..
فهد طيح الجوال من يده و فتح عينه بصدمة و ركض لهم بسرعه يطالع
فيهم واحد واحد أنتبه له فيصل و هو زي المجنون يتحرك في المصابين
و يفتشهم اتجه له و شاف يده إللي أمتلت دم منهم و كلمه بخوف ..
فيصل : شفيك فهد ؟
فهد و حس روحه بتطلع تمسك بفيصل : تشوفه ؟ تشوف نااايف بينهم ؟
فيصل أنصدم : نايف ؟؟؟ هو معاهم ..
فهد و رجع يشوفهم من جديد : ايه ايه فيصل ما أشوفه ..
فيصل نقزه قلبه : يمكن ما جابوهم كلهم من موقع الحادث ..
فهد رفع راسه : شتقول ؟؟ لساته هناك ..
سحبت ممرضة فيصل و كلمه : يمكن رح له ..
فهد راح بسرعه لمكتبه سحب مفاتيح سيارته و ركب و قلبه يدق بقوة إلا نايف
بيموووت لو صار له شي تذكر إللي صار بينهم اليوم و بدت دموعه تطيح
لا ما صار له شي حبيبي ما صار له شي ..
وصل موقع الحادث إللي مبين أن الباص أنعدم فيه أول ما نزل من السيارة
شافهم بعد توهم واصلين و مرت من جنبهم سيارة أسعاف و سيارة ثانية
كانت موجودة تحمل ناس ركض لهم فهد يطالع فيهم كلم الأسعافي ..
فهد : وشفيهم هذول ليش توكم تجون لهم ؟
الإسعافي : هذول اللي ربي أخذ عمرهم ..
فهد فتح عيونه بقوة و طالع فيهم بسرعه ما شافه منهم و كلمه من جديد ..
فهد : و السيارة إللي قبلكم ؟؟
الإسعافي : السيارة إللي راحت المستشفى من ربع ساعة تقريباً فيها الناجيين
الوحيدين أما السيارة إللي مشت و إللي بتمشي ف فيها جثث ..
نزل الخبر عليهم زي الصاعقة إللي أقسمت أرواحهم ..
أبو تركي صرخ من قلب : ولللللللدي ..
الجد غمض عينه بقوة راح خلاص ..
أبو تركي توجه لفهد و هو يرجف : شفته قل لي أنك شفته مع المصابين ، ما يهمني
فاقد رجل أو يد بس حي قل لي أنه حيييييييي
فهد كان جسم بلا روح أكيد أنا في كابوس تعال صحيني نايف لا مستحيل أنت
ما رحت أنا ما فقدتك ، بعد عن عمه و ركض للباص إللي كان حوله بركة
من الدم و ضل يفتش فيها بجنون و أسم نايف ما طاح من لسانه سمعوا شهقاته
و هوى على بركة الدم ..
أبو وليد مسك الإسعافي : متأكدين ما بقى أحد داخل ؟
الإسعافي : أيه مية بالمية إن لله و إن إليه راجعون ..
الجد خر ع الأرض ما بين لحظةة كان واقف جنبه و الحين راح ..
فهد سحب بيده شوي من الدم و دموعه تنزل بقوة : نايف نايف نااااااااااايف ..
صرخته هزت كل الموجودين ..
وقف بسيارته على بعد شوي و نزل منها منصدم من إللي شافه ، شاف الباص
و تجمع الناس الهائل عرف أنه باص الشركة المساعدة لهم بعد الناس بس
كانت الشرطة محاوطة المكان شافهم جالسين ع الأرض و شافه ..
نايف بصدمة : شصار ؟
الشرطي : ممنوع أخوي ..
نايف و صوته مخنوق حالة جلستهم أكيد في أحد من العايلة صار فيه شي ..
نايف : أ..أعرفهم خلني أروح ..
الشرطي بعصبية : كذا واحد يبي يدخل مو فرجه هي ..
نايف وقلبه مقبوض صرخ عليه بقووة : فهههههههد ..
فهد إللي ما كانت حواسه معاه سمع الصرخة بس ما أستوعبها ...
الجد لف لجمهور الناس و شافه واقف وصرخ : نااايف ..
نايف أنصدم من نظرة جده و أبوه و عمه كأنهم شايفين شي غريب ..
فهد لما سمع جده لف له وشاف عيونه وين و طالع فيه ـ شافه واقف و الشرطي
قباله ، وقف و ركض أتجاه بس رجوله ما كانت قادرة تشيله هوى ع الأرض..
نايف دق قلبه بقوة وش صاير بعد الشرطي عنه و ركض لفهد و جلس قباله
نايف شاف الدم إللي ملا فهد من فوق لتحت و بخوف : شفيك ؟ وش صار ؟
فهد و دموعه تنزل بقوة مو مصدق أنه قدامه رفع يده يتحسس وجهه ..
نايف و كأنه أستوعب إللي صاير توقعوا أنه ركب معاهم و صار له الحادث
مسك يد فهد إللي تلسمه : أنا هنا ما كنت معاهم ..
فهد ما كان قادر يتنفس من الغصة إللي كانت في صدره سحب نايف له بقوة
و ضمه لصدره بقوووة لين حس نايف أنه بيتكسر بين يدين فهد بس رجفتة
فهد خلته يصيح هو الثاني ..
أبو تركي و هو يتوجه لولده و دموعه خالطتها ابتسامة حرام إللي ماتوا بس
ولده حي ما قدر يكتم بسمته كان بيآخذه لحظنه بس تمسك فهد فيه كان كبير
شافهم و هم يصيحون الموقف يستاهل أكثر كان في لحظة ميت و الحين حي ..
نايف وهو يشد على فهد همس له : خلاص حبيبي أنا جنبك ما فيني شي ..
فهد رفع راسه و ضل يتأمل في نايف و دموعه لساتها تنزل : تدري وش صار
فيني في لحظة أختفيييييت من عيوني من الحياة ..
الجد قرب منهم و سحب أبو تركي له و ضمه لصدره كان يهدي دموعه بس
مقصده بيعده عن هالأثنين ..
نايف ما هتم لأول مرة بإللي حوله شد راس فهد و دفنه في صدره : ما راح
أختفي فجأة أكيد و أفجعك فيني ..
فهد و هو متمسك بنايف أكثر : أنجنيييت و أنا أدورك بينهم قلبي كان بيوقف
ليش اليوم وش معنى اليوم يوم أني ما رديت عليك ..
نايف ما رد على كلام فهد أكتفى أنه يضمه اكثر له ـ بعدها بفترة يوم ضموا
نايف وقفوا جنب سياراتهم و كان فهد مثل الطفل إللي خايف أمه تبعد عنه
كان متمسك بيد نايف بقوة ..
الجد : وش صار ليش ما ركبت معاهم ؟
نايف حرك شعره وش يقول لهم أنه أعتذر منهم و قال بيلحقهم وراح يشتري ورد
لفهد ..
نايف : كان عندي شغلة قلت بخلصها و بلحقهم بسيارتي ..
أبو تركي : الحمدلله الله له قدرته نجآك ..
نايف : الحمدلله ..
نايف و هو يطالع في فهد إللي باين أنه مخترع و مو على بعضه وضغط على
يده و كلم أبوه : بوصل فهد ع شان يسبح من هالدم إللي فيه ..
الجد : لا يرجع أي واحد فيكم للشغل اليوم .
نايف : طيب ..
ركبوا السيارة و كان فهد هادي ما طلع أي صوت دخلوا شقتهم و هوا فهد
ع الأرض ركض له نايف : حبيبي شفيك ؟
فهد تمسك بنايف : مو مصدق ..
نايف شاف دموع فهد إللي أنزلت : حبيبي لا تخوفني عليك كآني هنا ..
سند نايف فهد إللي دخل الحمام يسبح أما نايف غير ملابسه و جهز ملابس
لفهد جلس ع السرير و غمض عيونه لو أنه كان في الباص شاف حالة
فهد و أنقبض قلبه لو صاير هالشي لفهد كان صار حالته كذا و زود ..
طلع فهد من الحمام و كان لاف الفوطة حول خصره أتجه لنايف و جلس جنبه
وضمه لصدره ..
فهد : كنت على بعد خطوة و ألحقك .. في اللحظة إللي موتوك فيها ما تصورت
أني بعيش دقيقة بعدك .. نايف تكفى لا تفجعني فيك مهما شفت قوتي أنا ضعيف
عندك و ربي أموت لو أني ما أتنفسك ..
نايف و هو يحرك يده على ظهر فهد حب يلطف الجو : درس لك ع شان ما تطنش
رسايلي و إتصالاتي من جديد ..
فهد بعد نايف عن حضنه وباس شفايفه بقوووة : توووبة أني أزعلك من جديد
أو أني ما أرد عليك أو أطنشك .. أقسم بالله أنا بين يديك سو فيني إللي تبيه ، بس
أنت تضل جنبي ..
نايف ابتسم وضم وجهه فهد : و أحنّا ما نخلص من مصيبة إلا تجينا ثانية..
فهد باس راس نايف : يا روحي أنت ..
نايف كأنه تذكر شي وقف و مد له : هذا الشي أنقذ حياتي ..
فهد أخذ الورد : شنو هذا ؟
نايف و هو مستحي : يقولون الحبيب إذا زعل تراضيه بورد ..
فهد شم الورد و سحب نايف له و بدا يبوس وجهه في كل جزء فيه إللي
صار اليوم بيخليه يحرص عليه ألف مرة ..
ــ
وقت طلعتهم من المدرسة كان محاوطه بيدينه ويضحك : ايه و بعدين ؟
عزوز : و لا شي هربت ..
قصي و هو يشد على رقبة عزوز أكثر : من الجبن إللي فيك .
كان متسند ع السيارة و يشوفه لما تقابلت عيونهم بعد عن قصي و ابتسم له ..
عزوز لقصي : يلا مع السلامة ..
قصي عقد على حواجبه : الحين ما تطلق من أختك للحين يجيك المدرسة ؟
عزوز : وشفيها يعني يضل ولد عمي يلا باي ..
ركب السيارة مع راشد و تكلم : ما قلت لي بتجيني ..
راشد و هو لابس نظارته الشمسيه : ليتني ما جيت ..
عزوز أستغرب : ليييش ؟
راشد : و لك عين تسأل وش وضع يد هالقذر لا وضكم واصل لعندي ..
عزوز : ههههههههههههه ياااااربي يغااار ..
راشد لف له و نزل النظارة شوي : تبيني اعيشك نار الغيرة من جديد ؟
عزوز رفع رجوله و جلس على الكرسي و توجه لراشد و باس خده ..
عزوز : لا حبيبي ما راح أخليه حتى يكلمني مرة ثانية .
راشد و هو يطالع في وضعية جلوس عزوز : انتبه .. أجلس عدل ..
عزوز ابتسم ورجع باس خد راشد من جديد بس هالمرة ضل ما رفع شفايفه ..
راشد أرتفعت حرارة جسمه و حسه أنه بيروح فيها و هو يسوق وقف السيارة
بسرعة و سحب عزوز لحضنه : ناوي تموتنا ؟؟
عزوز ضحك : ههههههههه لا أحاول أغريك شوي ..
راشد باس شفايف عزوز : ما يحتاج أنا ذايب فيك ..
عزوز : هههههه أحببببك ..
راشد : كثران ضحكك هالأيام ..
عزوز سند راسه على صدر راشد : خلني أضحك حبيبي بعد الأيام إللي
عشتها بألم و قهر ..
راشد و هو يمسح على شعر عزوز : آسف حبيبي بس أوعدك راح أعوضك
عن كل ذيك الأيام ..
عزوز : دامك معاي الحين يكفيني و زود ..
ــ
دخل بسيارته الكراج و نزل و هو متملل أسبوعين بس يفصله عن الأختبارات
و أبوه ساكت هالفترة الله يستر منه ..
شاف جدته في الحديقة مع رغد و رهف أبتسم و قرب منهم و سلم عليهم ..
الجدة : بدر تعال تغدا معانا اليوم ..
بدر : معاك و منو ؟
الجدة : بس أنا ووليد و بناته .
بدر ابتسم : ببدل ملابسي و بجي ..
رغد ابتسمت ..
الجدة عطت بدر علبة : لما تبدل ملابسك مر على وليد و جبه معاك ..
بدر : إن شاء الله بس شنو هذا ؟
الجدة : عن اللقافة و لا تفتحه ..
بدل بدر ملابسه و توجه بالعلبة لجناح وليد و الفضول يلعب فيه وش هالعلبة
دق الباب و شوي و فتح له وليد ..
وليد : أوه بدر ..
بدر ابتسم له : ما توقعتني ..
وليد و هو يدخله بيده سكر الباب : ما قلت لي بتجي ؟
بدر : جدتي قالت لي أناديك ع شان الغداء ..
وليد : بتتغدا معانا ؟
بدر أنحرج :ايه ..
وليد باس شفايفه : كأن جدتي تدري أني مشتاق لك ..
بدر أستحى أكثر بس مد العلبة لوليد : من جدتي ..
وليد فتح العلبة من يد بدر لأنه ما يعرف يحملها و طلعه منه كان شكل الوشاح
جميل جداً ـ قرب من بدر و رمى العلبة و لف الوشاح حوله ..
بدر دق قلبه : ششنو ؟
وليد : ضم بدر بيده و همس له : ع شان يدفيك حبيبي ..
بدر تمسك بوليد : قلت لجدتي تسويه ؟
وليد : ايه ع شانك ..
بدر ضم وليد له أكثر : أحببببببببك .
ــ
في الليل كان يكلم جوال برى الحديقة ما كان أحد حوله و الجو جميل ..
راكان : ههههههه قلت لك أنجليزتي لك عليها بتتعب و أنت تدقق ..
تركي : و لا يهمك حبيبي كل ما صححت خطأ أسجله عليك شكلك بتصير
مديون لي كثير ..
راكان : يوووه بتذلني لأني لجأت لك ..
تركي : المفروض تكون مدققه عدل ..
راكان : طيب طيب ..
تركي : طيب طيب ..
راكان : يعني بتنرفزني ؟
تركي : أحبك ..
راكان أنحرج : دايم تدعسها وسط الكلام ..
تركي : أيه ع شان أسمع ردك ..
قرب منه و كان بيفاجأه بس سمع كلامه و أنصدم ..
راكان : و أنا أعششششقك يا كل دنيتي أنت .. تركي الله لا يحرمني منك ..
وقف مكانه و هو منصدم ..
ـــ

محتاج حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن