الفصل الأول
بلدة الزهرانية
انقلب محيط منزل الشيخ عرفان الكل يبحث عن الصغيرة
وسؤال واحد يدور بأذهانهم كيف طاوعته الصغيرة وذهبت
معه؟!
هي لم تعرفه أو تره من قبل لذا من المستحيل أن تذهب معه
بهذه البساطة فهي قد مانعت أن تذهب للنوم معه وتغيّر
مكانها من الأساس واتّخذ إقناعها من عبيد -غير المقتنع من
الأساس بالأمر- وقتا طويلا لذا أن تذهب معه بهذه الأريحية
فهو أمر غريب وغير مقنع أبدا!
ترجم حميد الابن الثاني للشيخ عرفان ما يدور بعقله سائلا
سديد الابن الأخير للشيخ عرفان والذي يشبه بهدوئه
وحكمته والدته رحمها الله:
"كيف ذهبت معه بهدوء؟ شموخ لا تفعل ذلك أبدا"
رمقه سديد بنظرة ذات مغزى لتتسع عيناه بقوة وهو يهتف:
"يا إلهي هل يمكن أن يكون خدّرها حتى يستطيع الهروب بها
دون عناء؟"
"السؤال ليس كيف ذهبت معه.. السؤال الحقيقي ماذا يريد
رشيد من ابنته التي تخلّى عنها منذ الولادة بعد تسع سنوات
كاملة! ما الذي يدور بذهنه يا حميد؟"
تجمّد حميد وشقيقه الصغير يباغته بما لم يفكّر به أحدهم!
لماذا الآن وما الحكمة من الهرب بالفتاة بهذا الوقت تحديدا
ولماذا تركها منذ البداية إذا كان سيأخذها بنهاية الأمر؟!
تساؤلات تحيّر العقول والبحث أسفر عن التأكّد أنه
ترك البلدة كلها بل وربما الوطن بأكمله!
كيف ومتى لا يعلمون والشعور السائد الحزن العميق على
فراق الصغيرة التي تعلّقت بها القلوب ممتزجا بقلق رهيب
عليها!
أليست الظروف تسخر منهم بجعل القلق والخوف على
الفتاة من والدها؟!
"هل من الممكن أن يؤذيها؟!"
تساؤل آخر صدحت به ذهبية لزوجها عبيد المتأثّر بفراق
شموخ بقوة رغم محاولته التماسك أمام زوجته التي انهارت
عندما لم تجد الفتاة!
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...