الفصل الرابع عشر ونسيت أنني أنثى حنين أحمد (ياسمين)

2.4K 113 12
                                    


الفصل الرابع عشر

انتهت من قص كل ما حدث لعمها عبيد ليرمقها بعتب وهو

يقول:"لماذا تلجأين له مرة أخرى يا شموخ؟ ألا نكفيكِ نحن

ابنتي؟"

التقطت كفه وقبّلته بحب وتقدير قبل أن تقول شارحة له

الوضع:"هو الوحيد الذي يستطيع أن يخرجها من هذا المأزق

أبي بل أشك أنه من ورّطها به من البداية حتى يُفهمني أنني

لن أستطيع الابتعاد عنه أبدا مهما حدث"

صمتت للحظات وعبيد يرمقها بتعاطف رغما عنه وبداخله

يعلم أنها على حق فهم لا يملكون أي نفوذ بذاك البلد

وصديقتها قضيتها شائكة تحتاج لحية مثل رشيد..

"وبطريقة ما أنا حقا لن أستطيع الابتعاد عنه أو تجاهل وجوده

بحياتي"

تمتمت شموخ بخفوت وسمعها عبيد الذي اتسعت عيناه بصدمة

مما قالته قبل أن يسألها:"لماذا تقولين هذا شموخ؟"

رفعت رأسها بأسى وهي تقول بمرارة:"ألا ترى ما يفعله أبي؟

هو لن يتركني أبدا, ربما يترك جوزال وبينار لأن دورهما انتهى

ولكنه لن يتركني أنا.. لقد قالها لي صراحة قبلا, أنا ورقته

الرابحة دوما"

نهشه القلق وهو يرمقها بخوف ليضمّها له يريد إخفاءها عن

الجميع, يتمنى إدخالها داخل ضلوعه حتى لا يُحرَم منها مرة

أخرى..

أما شموخ فقد تمسّكت به وبداخلها شعور أنها ستبتعد عنه

قريبا وربما هذه المرة لن يكون هناك عودة.

*****

دلف إلى جناح والده ليجدها بأحضانه!

ارتفع حاجبه الأيسر كعادته قبل أن تقابله نظرة والدته

المتسلية فعقد حاجبيه وهو يشيح بوجهه ويجلي صوته قائلا:

"طلبتني يا شيخ؟"

ابتعدت شموخ عن عمها ببطء وهي تشعر بالخجل.. لم تكن

تريده هو خاصة أن يشهد لحظة ضعفها النادرة فلا تريده أن

يظن أنها تقصد ذلك وتستجدي عطفه.

لملم الشيخ عبيد ابتسامته وقد لاحظ رد فعل كل منهما

يتوق لضربهما معا على هذا العناد المتأصّل بهما ولكن

للأسف لا يملك سوى أن يتركهما يتعاملان بطريقتهما حتى

رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن