الفصل السادس عشر
(الماضي)
طنين الهاتف أنبأه بوجود مكالمة فتعجّب مَن سيهاتفه بهذا
الوقت المتأخر؟ التقط الهاتف ليرى من المتصل فازدادت
دهشته وهو يرى اسم مصعب ابن شقيقه يزيّن هاتفه!
ماذا يريد مصعب بهذا الوقت؟ ألم ينتهِ من مكالمته في أمور
العمل منذ عدة ساعات فقط؟!
فتح الخط يسأل بقلق:"ما الأمر مصعب؟ هل هناك شيء
بني؟"
جاءه الرد صادما له بما لم يتوقعه:"عمي سديد, لقد رأيت
عمي رشيد مع حمدان الباشا منذ قليل أمام الفندق الذي
أقيم فيه وعندما سألت علمت أنه وصل اليوم صباحا
وسيظل عدة أيام أيضا"
"ماذا؟ رشيد مع حمدان الباشا؟ هذا مستحيل"
هتف الشيخ سديد بصدمة ليسمع صوت مصعب مؤكّدا:
"بلى عمي لقد رأيته, في بادئ الأمر ظننتي أتخيّل ولكني
تحققت من الاسم في الفندق أيضا وأمجد الباشا هو مَن حجز
له بالفندق.. بل لقد علمت أنها ليست المرة الأولى التي ينزل
بها بهذا الفندق بل هو معتاد على ذلك منذ سنوات"
"منذ سنوات! نحن نبحث عنه بكل مكان وهو جوارنا ولا
نعلم!"
قال سديد بعدم تصديق ليجيبه مصعب:
"أجل عمي ولولا الصدفة لما علمنا ذلك أبدا"
"حسنا مصعب, لقد علمنا مكانه لا تُظهر نفسكَ لهما أبدا
بل تعال إلى المنزل بعد الفجر مباشرة.. لا تجعل أي منهما
يراك حتى لا يغيّر رشيد مكانه ونستطيع الوصول إليه"
"حسنا عمي لا تقلق سأفعل"
ولكن ما لم يحسب حسابه مصعب أن يخبرهما موظف آخر
بالفندق عن الشاب الذي سأل عن رشيد بل وباسمه أيضا!
"ما هذا الحظ يا الله؟ لقد علم أنني بالوطن ومعكَ أيضا..
سيصلون لي ببساطة"
هتف رشيد بغضب ليبتسم حمدان بخبث وهو يقول له:
"وهل سننتظرهم يا رشيد حتى يصلون إليكَ.. لا تقلق
سنتولّى أمر ابن شقيقكَ"
رمقه رشيد بتساؤل فغمزه قائلا:"لن نمهله حتى يعود أو
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...