الفصل الثالث عشر
رنين الهاتف نبّهها من استغراقها بالقراءة فوضعت الكتاب
جانبا وهي تلتقط الهاتف قبل أن تعقد حاجبيها وهي ترى
الرقم غير مسجّل لديها بل وخارج الدولة كلها!
فتحت الخط بريبة وهي تقول:"مرحبا.."
"ألماسة!"
خفق قلبها بعنف للصوت الرجولي الذي اشتاقت صاحبه
فوضعت يدها على صدرها وهي تحاول تمالك أنفاسها التي
تسارعت من المفاجأة والشوق على حد سواء..
"حاتم؟"
تساءلت بعدم تصديق فهي المرة الوحيدة التي يهاتفها بها منذ
وعدته قبل خمس سنوات أنها ستنتظره ولن ترتضي سواه
زوجا..
"روحه الضائعة منه"
همس بحب فأغمضت عينيها تحاول محاربة مشاعرها التي
اضطربت حالما سمعت صوته.. فأجلت صوتها قبل أن تقول
بصرامة مفتعلة:"لماذا اتصلت يا حاتم؟"
"يا إلهي! كم اشتقت لاسمي من بين شفتيكِ الناعمتين"
وصلته شهقة ناعمة خجولة فابتسم بمرح وهو يقول:
"لازلتِ تخلجين من أبسط الأشياء يا ألماستي الغالية"
"لماذا اتصلت؟"
كررت سؤالها وهي تحاول التماسك أمامه فلو تركت لنفسها
العنان لخالفت ربها وخانت والدها وهذا ما لا ترضاه لنفسها
أبدا.
"سمعت أنه تقدم لخطبتكِ أحدهم"
قال والغيرة تملأ صوته فابتسمت رغما عنها قبل أن تقول:
"مَن أخبركَ هذا؟ لم يحدث ذلك أبدا"
"الزهرانية.."
كلمة واحدة جعلها تدرك مَن أخبره فكادت تقهقه عاليا
على شقيقتها الحمقاء التي ستصدم صدمة حياتها عندما تعلم
أن الزهرانية أتوا من أجلها هي..
"لقد جاءوا من أجل لؤلؤة"
قالت وظهر بصوتها المرح فانتقل إليه وهو يسألها:
"إذا هي أخطأت وظنته لكِ؟"
أومأت وكأنه يراها ثم أجابت:"أجل.. وسنخوض حربا شعواء
من أجل ما حدث بكل تأكيد"
قهقه عاليا وهو يشعر بالراحة قبل أن يصله صوتها وهي
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romantizmحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...