الفصل التاسع
"انتهت مهمتكِ هنا وحققنا ما جئنا من أجله لذا سنغادر
الليلة بعد منتصف الليل بساعتين كوني جاهزة"
ناظرته جوزال بضياع وهي تهمس:"أي مهمة؟ لا أفهم!"
رمقها بصمت للحظات قبل أن يجلس على أقرب مقعد وهو
يقول:"هل تظنّين أن حضوري هنا وهذه الزيجة التي تركتكِ
تنعمين بها بلا غرض؟"
"غرض؟"
رددت بغباء وهي تتساءل هل الحديث حقا واضح وهي مَن
أصابها الغباء أم أن والدها يقول طلاسم غير مفهومة حقا كما
ترى؟!
"أما الغرض فلا دخل لكِ به وأما المهمة فانتهت على أفضل
ما يكون لذا حان وقت الرحيل"
تابع غير عابئ بهمسها المليء بالحيرة لتتساءل بألم:
"وزوجي؟ هل سأترك بتّار؟"
لوى شفتيه من المشاعر الواضحة بهمساتها الحائرة وبعينيها
المعبرتين ثم قال:"أيهما أكثر أهمية بالنسبة لكِ؟ زوجكِ أم
أختكِ؟"
وضعت يدها على قلبها وهي تشعر أنها ستضطر للاختيار
رغما عنها وبكل الأحوال اختيارها سيكون سبب تعاستها..
"لا أفهم!"
همست بوجع لم يهتم به رشيد البتّة وهو يتابع:"روح شموخ بين
يديّ والكيفية لا تعنيكِ بشيء.. إذا رفضتِ الرحيل معي أو
أبلغتِ أيا كان بما سيحدث ستكون الضحية هي شموخ..
لذا الاختيار لكِ"
قبضتها ازدادت بالضغط على قلبها الذي يخفق بقوة تؤلمها
وهي تقول:"لماذا ستؤذيها؟ هي فعلت كل ما يرضيك حتى
على حساب نفسها وقلبها فلماذا تؤذيها؟ لماذا لا تتركها
تنعم بقرب عائلتها؟ لماذا...؟"
قاطعها وهو يرى أنها على وشك البكاء وهو لا طاقة له
بذلك:"لن أقتلها إذا كان هذا يهمّكِ ولكني سأحرمها من
كل ما تمنّته يوما وخاصة عائلتها الحبيبة"
قال الجملة الأخيرة بتهكّم ساخر لتبتلع ريقها برهبة وهي
تعلم أنه قادر على حرمان شموخ من عائلتها مرة أخرى وربما
هذه المرة للأبد..
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...