الفصل الرابع
قبل سنوات
دخل إلى جناحه فلم يجد زوجته.. أين ذهبت مُزن لا يفهم!
لحظات ووجدها تدلف إلى غرفة النوم وهي تحمل صينية
الغداء ويبدو أنها علمت أنه قد عاد من العمل..
رمقها بعدم تصديق, بطنها أمامها تحمل فيها أميرته ورغم
ذلك تحمل صينية الطعام الكبيرة إلى الغرفة! لماذا لم تطلب
العون من الفتاة التي تساعد بالمنزل؟!
هرع إليها يحمل منها الصينية ويضعها على المنضدة القريبة
وما إن همّت بالاقتراب منه والترحيب به على طريقتها حتى
أوقفها وهو يهتف بحدة:"هل هذا ما طلبته منكِ مُزن؟
هل هذا تنفيذكِ لحديثي ومطالبي؟"
رمقته بتساؤل وهي تقول بحيرة:"وماذا فعلت مُصعب؟
هل أخطأت بحقكَ بشيء؟"
"ألم أطلب منكِ ألّا تحملي أي شيء حتى لو كان خفيفا؟!
ألم أطلب منكِ أن تلزمي الغرفة حتى الولادة حتى لا تتأذّي
وأنتِ بالكاد تستطيعين التحرّك؟ وتدخلين حاملة لصينية
بحجمكِ حتى كدت أصاب بجلطة وأنا أراكِ هكذا!"
شهقت بخوف وهي تسمّي الله وتقول:
"بعيد الشر عن قلبك يا قلب مُزن.. ولكن الفتاة التي
تساعدنا استأذنت باكرا لأن والدتها مريضة ولم أجد من
يساعدني و.."
قاطعها عاقدا حاجبيه بغضب:"وأنا أين ذهبت؟ هل أنا صغير
حتى لا أذهب وأحضر صينية الطعام؟ هل.."
قاطعته وهي تقترب منه ترمقه باعتذار:
"لن أكرّرها حبيبي لا تغضب منّي.."
رمقها بلوم قبل أن يضمها له بقوة وهو يقول:
"تثيرين جنوني بما تفعلينه يا قلب مُصعب ألا تعلمين كم
أخاف عليكِ؟ ألا تعلمين أنني بالكاد أتحمّل حتى أعود
للمنزل أحارب قلقي عليكِ وأنا أعلم كم أنتِ عنيدة لا
تفعلين سوى ما برأسكِ"
ابتسمت بحب وهي ترمقه بدلال قائلة:"ولكني غاضبة منك,
كيف تعاملني هكذا وترفض اقترابي منكَ؟ لن أسامحكَ و.."
قاطعها مصعب وهو يبتلع باقي حروفها بشوق ثم همس لها:
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Dragosteحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...