الفصل الخامس
عادت إلى المنزل لتجدهن بانتظارها كل منهنّ تخشى ما قد
يكون حدث وأنساها الاتصال بهنّ كما اعتادت منذ سنوات
خاصة بعد أن التحقت بالعمل مع والدها..
"ماذا حدث معكِ شموخ؟ أخبريني يا ابنتي بالله عليكِ"
بادرتها شادية ما إن دلفت فابتسمت بإرهاق وجلست على
أول مقعد قابلها وهي ترد:"قابلت عائلتي"
صمت رهيب ران على الغرفة ما إن نطقت وكل منهنّ تنظر
لها بخوف ظهر واضحا بأعينهنّ جميعا لتقول بشقاوة:
"لن أهرب معهم لا تقلقن"
ابتسمت شادية بارتعاش وهي تقول:"هو حقك ابنتي, يكفي
سنوات ضاعت من عمركِ بعيدا عنهم"
"أجل شموخ اذهبي معهم, اهربي أختي من هذا السجن الذي
تعيشين فيه"
قالت جوزال تؤكّد حديث شادية لتضحك شموخ عاليا وهي
تهتف:"يبدو أنكما تريدان التخلّص مني سريعا ولكن لن
تتخلّصا مني بسهولة أبدا"
صمتت للحظات قبل أن تقول:"يبدو أنني أخطأت التعبير,
قد قابلت عائلتنا وليست عائلتي وحدي"
نظرت لجوزال وبينار التي لم تنطق بحرف ولكن نظرة القلق
والخوف بعينيها تفضحها ثم قالت بتأكيد:"إنها عائلتكما
أيضا, ويريداكما أيضا حتى لو لم يقابلاكما من قبل"
تأكيد ربما بداخلها ليست موقنة منه, إنها حتى ليست موقنة
من موقف عائلتها تجاهها نفسها ولكن هي تعلم أن عمها
عبيد يريدها حتى لو لم يطيقها ابنه!
"ولكنه لن يتركنا"
قالت بينار بهمس خائف لتتلوّى أعماق شموخ بعنف من
الخوف الواضح بكلمات أختها المرتعشة وللأسف هي تعلم
هذا جيدا.. تعلم أن والدهن لن يتركهن بسهولة لو تركهنّ
أبدا خاصة أنه يعلم كيف يساوم بهنّ جيدا ولكن علام؟!
هذا هو السؤال.
"سيفعل بوقت ما لا تقلقي"
قالت شموخ بتأكيد هي تعلم يقينه وأكملت جملتها داخلها
(سيفعل عندما يُدفَع له الثمن المناسب مقابلهن!)
*****
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...