الفصل السابع ونسيت أنني أنثى حنين أحمد (ياسمين)

2.5K 109 8
                                    


الفصل السابع

قبل سنوات

أربعين يوما قد مرّوا على يوم ولادة مُزن ووالدته تكاد لا

تفارقها هي وزوجتيّ عمّيه حتى كاد يصرخ قهرا.. لا يستطيع

الانفراد بزوجته لدقائق معدودة والحجة أنها لازالت مرهقة من

الولادة وعدم الانتظام بالنوم.. حتى طفلته يراها لِماما خاصة

عندما أصابتها الصفراء كعادة حديثي الولادة وانعزلت مع

والدتها بالمشفى بأول أيام ولادتها فلم توافق مُزن على مفارقة

المشفى وترك ابنتها بها..

أما هو فليحترق بالبعد والشوق والنوم مع شقيقه الغليظ

سلطان الذي يسخر منه هو وأبناء عمه كلما رأوا حالته

ولكن ها هي انتهت الأيام التي تفرّقهما ولو رأى أحدا

بجناحه أيّا كان سيطرده أو يترك لهم الصغيرة شيهانة ويهرب

بزوجته التي اشتاقها كثيرا.

عندما اقترب من جناحه لاحظ الصمت الذي يغرق به فعقد

حاجبيه بشك هل اصطحبوا زوجته بعيدا عن الجناح أيضا؟!

فتح الباب ببطء وهو يخشى ألّا يجدها ويصاب بالاحباط

ولكن ملامحه كلها أشرقت عندما وجدها بانتظاره وبمشهد لم

يره منذ فترة كبيرة فابتسم بسعادة فيبدو أن أيام

حرمانه قد انتهت وها هو سينهل من عشقها مرة أخرى كما

يريد ويتوق.

"مرحبا"

قالها بخفوت يخشى أن يكسر السحر الذي يحيط بهما لتبتسم

له بخجل ذكّره بخجلها بأول زواجهما فاتسعت ابتسامته وهو

يسمع همستها باسمه ولم يحتمل أكثر!

"مُصعَب.."

"مُصعَب اشتاق إلى قلبه وروحه.."

همس بها وهو يزرعها على صدره بلهفة ويتمنى بداخله لو

زرعها بين ضلوعه حتى لا تفارقه للحظة ..

"وأنا أيضا اشتقت لكَ كثيرا"

وها هي أولى قطرات الندى تنزل على قلبه بهمساتها الخجولة

المحبة التائقة له على ما يبدو مثلما يتوق لها هو بقوة فجال

بشفتيه على وجهها بشوق يهمس لها بين كل قبلة وقبلة:

"أحبكِ.."

رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن