الفصل الثاني عشر
(الماضي)
يراقبه يتحدث في الهاتف بصوت خفيض وابتسامة خفيفة
على شفتيه مسّت شيئا بأعماقه جعله يتساءل.. تُرَى هل
يمكن أن يرزقه الله بعشق كعشق ابن عمه مُصعب؟
يشعر أنه أصبح شخصا جديدا بعد الزواج وكأن العشق
جعله أكثر إشراقا!
انتقلت إليه الابتسامة دون وعي ثم أشاح بوجهه عنه وهو
يدعو له بدوام إشراقه وعشقه
"هل يمكنني أن أسألك سؤالا يا مُصعب؟"
قال قسورة ما إن انتهى مصعب من مكالمته ليومئ له
مُصعب مترقبا فقال قسورة:"هل تؤمن بالحب؟"
ارتفع حاجبي مُصعب للأعلى بدهشة فارتبك قسورة وهو
يوضّح سؤاله:"أقصد هل كنت تؤمن بالحب قبل الزواج؟
وهل هناك حب قبل الزواج بالأساس؟"
أطرق مُصعب للحظات قبل أن يقول بهدوء وهو ينظر له
مباشرة:"هناك أنواع كثيرة من الحب يا قسورة.. وهنا أقصد
بحديثي الحب الرومانسي بين الرجل والمرأة.. هناك حب قبل
الزواج ولكن أغلبه سطحي ربما يكون إعجابا بالمظهر أو
بموقف محدد أو ربما يكون للحب نفسه بمعنى أنك تحب
إنسانا لأنه يحبك ويهتم بك ولكن برأيي الحب الحقيقي هو
بعد الزواج فتكون كل الحدود قد هُدِمَت ويكون الطرفان
على طبيعتهما بلا تصنّع أو تجمّل.. الحب الحلال الذي
تشعر به ما إن تعلم أن هذه الفتاة أصبحت لكَ, مسئولة
منكَ وأنت مسئول منها, عندما تنظر لحلالك دون حدود أو
خوف من عقاب الله لأنك تفعل الحرام ولو بنظرة..
ينشأ داخلك إحساسا بالتملّك تجاه حلالك دون تخطيط
فتشعر بالغيرة لو نظر لها أحد أو حدّثها حتى لو كان
حديث عادي.. تجد مشاعرك كلها تتفاعل مع زوجتك
وتحفظ كل تفاصيلها دون تخطيط تجد نفسك تشعر بالشوق
كلما غابت عنك أو ابتعدت عنها حتى لو للعمل"
صمت للحظات ليجد قسورة يرمقه بانبهار ممتزج باشتياق
لهذه المشاعر فابتسم بحنو وهو يتابع:
"بالطبع طبيعة الشخصية تتدخل بالأمر فلو كنت شخصية
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romansaحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...